أطلقت مؤسسة مصر الخير الأربعاء برنامجا رائدا لتدريب 50 طبيبا من 16 دولة في منطقة الشرق الأوسط على أحدث طرق الوقاية والعلاج لأمراض الكبد. وقال الرئيس التنفيذي للمعرفة بمؤسسة مصر الخير الدكتور علاء إدريس - خلال مؤتمر صحفي عقدته المؤسسة الأربعاء بالتعاون مع شركة أم أس دي مصر للرعاية الصحية - "إن المشروع يقدم برنامجا تدريبيا لأكثر من 50 من الأطباء المتخصصين في علاج الأمراض الكبدية من 16 دولة على مستوى الشرق الأوسط بهدف مساعدة الأطباء الشباب في الحصول على معلومات حديثة وطرق مختلفة في التشخيص والعلاج حيث سيصبحون النواة لنشر العلم في مختلف البلاد من خلال البرنامج التدريبي". وأضاف ان شركة أم أس دي مصر تقوم بتمويل المشروع بمبلغ 640 ألف دولار كمنحة تعليمية لا ترد لمؤسسة مصر الخير التي تقوم بالدور التنفيذي واللوجيستي بالتعاون مع كبار أساتذة الكبد في مصر لرفع كفاءة شباب الأطباء في مجال أمراض الكبد وتحديث خبراتهم ومدهم بكافة المعلومات حتى يشكلوا فريقا متميزا مدربا على أحدث طرق علاج أمراض الكبد في مصر والشرق الأوسط لنشر هذه المعلومات وإفادة دائرة أكبر من الأطباء. وأوضح إدريس أن هذا البرنامج والذي يعد لأول مدرسة لأمراض الكبد في الشرق الأوسط سيكون ذات منفعة عامة ليست قاصرة على الأطباء الذين تلقوا التدريب ولكن سيصل ذلك الاثر للمرضى متلقي العلاج والوعي، إضافة إلى أنهم سيعملون بدورهم كسفراء لنشر الوعي الطبي الذي تلقوه خلال دراستهم بالمدرسة إلى كافة زملائهم. ولفت الرئيس التنفيذي للمعرفة بمؤسسة مصر الخير الدكتور علاء إدريس إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن نسبة الاصابة بالفيروس بين المصريين تصل إلى 22 % أي أن هناك 18 مليون مصري مصابون بالفيروس الكبدي سي ومواجهة هذه المشكلة الطبية الخطيرة والحد من آثارها السلبية على المجتمع يتطلب نشر الوعي الطبي والمجتمعي عن أمراض الكبد والجهاز الهضمي. وأشار إدريس إلى أهمية التكامل بين الأطراف المختلفة لمحاربة المرض من المجتمع المدني والأكاديمي والهيئات الحكومية المسئولة كوزارة الصحة وشركات الأدوية والرعاية الصحية. وأضاف أن برنامج المدرسة يشمل 6 دورات تدريبية يحاضر بها مجموعة من أبرز أساتذة الكبد في مصر والشرق الأوسط، كما سيشارك بعض من كبار الأساتذة من أوروبا وأمريكا ويستمر البرنامج التدريبي لمدة عامين كما سيكون هناك موقع إلكتروني خاص بالمشروع يحتوي على المحاضرات التي تم شرحها خلال الدورات ونماذج إمتحان وتقييم للمتدربين، وسيوفر هذا الموقع فرصة للتواصل مع الأساتذة من خلال صفحة للمناقشة بشكل دوري، بالإضافة إلى وجود صفحة مناقشة مفتوحة بين المتدربين. كما سيتم تطوير خطط تدريب مفصلة لتمكين المتدربين من تدريس ما تلقوه خلال هذا البرنامج إلى آخرين; مما يساعد على نقل المادة العلمية واستكمال الشبكة المتطورة لعلاج أمراض الكبد التي نأمل في تحقيقها. من جانبها، أعربت الدكتورة عبير بركات مساعد أول الوزير للطب الوقائي عن سعادتها بوجود مثل هذا البرنامج بمصر، موضحة أن وزارة الصحة تبذل العديد من الجهود بمجال التوعية والمكافحة والعلاج تجاه أمراض الكبد خاصة فيروس (سي) الذي يعتبر من أخطر المشاكل الصحية التي تواجه مصر. حضر المؤتمر الدكتورة عبير بركات مساعد وزير الصحة للطب الوقائي والدكتور علاء إدريس والدكتور جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والأبحاث والدكتور صلاح شادي رئيس قطاع الصحة بمؤسسة مصر الخير، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المعنية بمجال التوعية الصحية. من جهته، قال الدكتور سورين بو كريستيانسن - رئيس منطقة أوروبا الشرقية، الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة إم إس دي "إنه يتابع بعناية كافة التقارير والأبحاث العلمية التي تقدمها الشركة والتي تقوم بها المؤسسات العلمية المتخصصة في مجال طب الكبد والجهاز الهضمي وأنه على المستوى المهني شعر بضرورة تقديم عمل ملموس يعطي الأمل لملايين من المرضى الذين يعانون من وباء هذا العصر "الأمراض الكبدية" وأخطرها "فيرس سي". وأضاف انه بحسب إحدى تقارير منظمة الصحة العالمية هناك ما يقرب من 170 مليون شخص مصابين بإلتهاب مزمن "فيروس سي" ونحو 3 إلى 4 ملايين شخص يصابون كل عام، كما أن نسبة الإصابة بفيروس سي في مصر وصلت إلى 22% أي أن هناك نحو 18 مليون مصري مصاب بالفيروس وأن 465 ألف مصري يصابون سنويا بهذا المرض لذا كان القرار أن نبدأ من هنا من مصر أكبر وأهم دول الشرق الأوسط وأكثرها احتياجا اليوم لتبني مبادرة مكافحة هذا المرض. وأشار بو كريستيانسن إلى أن الشركة كانت على مستوى المسئولية المجتمعية عندما قررت ضرورة التدخل الآن والمساهمة في إنقاذ الملايين من المصابين أو ممن يتعرضون كل يوم للإصابة وقامت بالمشاركة في إنشاء المستشفى لتبدأ في عملها الآن، وشدد كريستيانسن على أهمية تكاتف الجميع مؤسسات المجتمع المدني والشركات إضافة لدور الدولة ووزارة الصحة في القيام بالمساعدة وتبني تلك المبادرات وفتح معاهدها العلمية والمستشفيات المتخصصة لاستقبال كافة الحالات التي تحتاج الرعاية الشاملة. بدوره، قال جمال عصمت أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بكلية طب القصر العيني- جامعة القاهرة ونائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي إنه على المستوى الشخصي والمهني سعيد بإقامة هذا الصرح الكبير في مصر، حيث تعد هذه المدرسة هى الأولى والوحيدة في الشرق الأوسط والتي من شأنها أن توفر فرصة. وأضاف أن هذا المشروع الذي يفخر بالمشاركة فيه سيوفر تدريب عملي مكثف يغطي أكثر من 12 مرضا منتشرا في مجتمعاتنا على مدار 6 دورات ممتدة حتى عامين هما مدة الدراسة بالبرنامج. من جهته، قال الدكتور صلاح شادي رئيس القطاع الصحي بمؤسسة مصر الخير "إنها تسعى لاطلاق الكثير من المبادرات القومية للحد من العديد من المخاطر التي يتعرض لها المواطن المصري". وأضاف "نحن الآن أمام مبادرة جديدة تستحق الاشادة فنحن في مؤسسة مصر الخير نعتني في المقدمة بتطوير الإنسان المصري وأهم رسائلنا الحفاظ على صحته حتى يستطيع القيام بدوره في المجتمع كمواطن سليم قادر على العمل والانتاج".