عادت الاجواء الاحتفالية القديمة لعيدية الاطفال التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم او يومين للظهور مجدداً في العاصمة السعودية بعد أن نجح سكان احد الاحياء الراقية في الرياض الى احياء ظاهرة اختفت منذ اكثر من اربعة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية والتي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية منها «الحوامة» او «الخبازة» او «الحقاقة» او «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج، كما طرح رب اسرة فكرة غير مسبوقة لعيدية الاطفال عبر توزيع كتب وقصص وكراسات رسم واقلام ملونة على الاطفال يوم العيد بدلاً من النقود والحلوى والالعاب النارية. واعاد حي راق من احياء الرياض احياء الاحتفالية القديمة لعيدية الاطفال حيث من المتوقع ان يجوب 150 طفلاً من احد احياء الرياض الشمالية ارجاء الحي بحثاً عن عيدية رمضان من الجيران بعد أن نجح الاطفال ذاتهم العام الماضي في احياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية الى منازل حديثة، حيث جمعوا الحلوى والنقود والهدايا المتنوعة من منازل الحي وحتى من السيارات العابرة مرتدين الزي السعودي القديم وذلك في احتفالية لافتة ابهجت الاطفال وأسرهم، وحققت الحملة هدفها او مبتغاها، وهو ما دفع البعض الى التفكير بإحياء هذه العادة القديمة بأساليب مختلفة عن السابق تبعاً لظروف الحياة الحديثة. وفي ظل اختفاء مظاهر احتفالية بصورة نهائية للاطفال كانت سمة من سمات رمضان والعيد قبل عدة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية الطفولية التي تسبق يوم العيد والمعروفة باسم العيدية او الحوامة او الخبازة او الحقاقة حسب كل منطقة في حين تعرف في المنطقة الشرقية ودول الخليج باسم القريقعان عادت مؤخراً هذه الاحتفالية بأساليب جديدة بعد ان بقيت في ذاكرة السكان من كبار السن الذين ما زالوا يتذكرون تلك الاجواء التي تسبق يوم العيد عندما كان اطفال القرى واحياء المدن يستيقظون صباحاً في آخر يوم من ايام رمضان ويجوبون الاحياء طلباً للعيدية من الجيران، يطرقون الأبواب لإيقاظ اصحاب المنازل الطينية الذين يغطون في سبات عميق بسبب السهر والصيام ويردد الاطفال بصوت واحد عندما يتساءل ساكنو المنزل من الطارق؟ يأتي الجواب بصوت واحد من قبل الاطفال: «ابي عيدي عادت عليكم في حال زينة» أو عبارة: «خبزوني لبزوني لو بعويد المغرفة» ثم يكملوا: «نوقّف الحميّر ولا نسوقه» في اشارة هل ينصرفوا ام ينتظروا، فاذا جاء الجواب من البيت بالايجاب وحصلوا على عيديتهم التي لا تتعدى النقود المعدنية او الحلوى وبعض المكسرات يصيح الاطفال بصوت واحد: «جعل الفقر ما يدخل عليكم ولا يكسر ايديكم»، اما اذا كان الجواب سلبياً اي لا عيدية فان الاطفال يمطرون اصحاب المنزل بعبارات تنم عن تذمرهم من عدم تلبية طلبهم بالحصول على العيدية مهما كانت من خلال ترديد عبارة: «عشاكم شط فاره، وايدامه بول حماره، وابو جعل يبله، والخنفسانة قفرة له». وتعني العبارة تمنيات في حالة عدم منحهم عيديه ان يكون طعامهم يعد من لحم الفار وايدامه يعمل من بول انثى الحمار، وان يكون القائم باعداده الجعل وهو حشرة قذرة تقتاد من مخلفات الانسان وتختتم العبارة بامنية ان تكون حشرة الخنفس هي القديد الذي يستخدم الوجبة. وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الاحياء والازقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد، لكن عددا من السكان قرر احياء عيدية رمضان باساليب مختلفة حيث تبنى اللواء متقاعد عبد الله عبد الكريم السعدون قائد كلية الملك فيصل الجوية سابقاً فكرة عيدية غير مسبوقة سيبدأ تطبيقها هذا العام من خلال توزيع مجموعة من القصص والكتب والكراسات المخصصة للرسم والاقلام الملونة على اطفاله واطفال اقربائه بدلاً من الحلوى والنقود والالعاب النارية وهدايا العيد العينية، وذلك يوم العيد عندما يجتمع الاقارب في منزله بهدف تحبيب الصغار بالقراءة وربطهم بالكتاب منذ نعومة اظفارهم مع اعطائهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم المختلفة من خلال الرسم وذلك باقتطاع ساعات من يوم العيد وتوزيع القصص والكتب على الصغار مع اجراء مسابقة للرسم من مكان تجمعهم يوم العيد. ويتذكر محمد السالم (80 عاماً) المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عدة عقود ملمحاً الى ان هذه العيدية التي يحتفل بها الاطفال في القرى والمدن تتمثل في قيام الاطفال بطرق الابواب صباح آخر يوم من ايام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الامر الى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصاً القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب.