وصف بابا الفاتيكان فرنسيس الخميس الرأسمالية الجامحة بأنها مخالفة للدين , في الوقت الذي دعا فيه إلى تدخل أكبر للدولة وادخال إصلاحات مالية " أخلاقية " لضمان توزيع أكثر عدلا للثروات بين الاغنياء والفقراء . وفي حين أنه سبق أن أعرب عن مواقف مماثلة أثناء توليه منصبه السابق كرئيس لاساقفة بوينس ايريس فان هذا كان أقوى انتقاد من جانب فرنسيس لاقتصادات السوق الحرة منذ انتخابه بابا للفاتيكان في آذار/مارس الماضي . وفي كلمة ألقاها أمام السفراء , قال إن " خبراء المال والاقتصاد والسياسيين " ملتزمون بايديولوجية السوق الحرة التي " تعتبر الرب متعنت وحتى خطير لانه يدعو الانسان إلى إدراكه الكامل وإلى الاستقلال عن أي نوع من العبودية " . وأعرب عن حزنه من ان " أغلبية الرجال والنساء في عصرنا مازالون يمرون يوميا بمواقف تنم عن عدم الأمن " وأشار إلى انه " بينما يزداد دخل الأقلية أضعافا فان دخل الأغلبية ينهار ". وقال فرنسيس " إن عدم التوازن هذا ينتج عن الايديولوجيات التي تؤيد الاستقلال التام للأسواق والمضاربات المالية وبالتالي تحرم الدول من حق الرقابة المكلفة نفسها من أجل الصالح العام ". كما أدان " استشراء الفساد والتهرب الضريبي الأناني الذي اخذ أبعادا عالمية " وكذلك الجشع " غير المحدود". وقال زعيم الكاثوليك في العالم التي يبلغ تعدادهم 1.2 مليار كاثوليكي إن هناك " حاجة إلى إصلاح مالي على أسس أخلاقية " مشددا على أن ذلك سوف " يقتضي تغييرا شجاعا للنهج من جانب القادة السياسيين ". وفيما يتعلق بالمسائل المالية واجه الفاتيكان نفسه انتقادا نظرا لان البنك الخاص به " مؤسسة الأعمال الدينية " لديه تاريخ مظلم ويواجه تحقيقا في ايطاليا بشأن تورطه في غسل الأموال.