من العام المقبل الاختيار الصعب‏..‏ بين الرسم والكمبيوتر

إذا كان ابنك سينضم إلي تلاميذ المرحلة الإعدادية في العام المقبل فعليه من الآن التفكير في الاختيار مابين الرسم أو الكمبيوتر ويحسم أمره سريعا‏...‏ فعلي الرغم من أن مادة التربية الفنية تنمي عند الأطفال والمراهقين السلوك الجمالي كما يقول ويؤكد الخبراء والمختصون إلا أن وزارة التربية والتعليم لها رأي آخر حيث وضعتها في محل اختيار مع مادة أخري مهمة جدا وهي الحاسب الآلي وذلك ابتداء من العام الدراسي المقبل‏.‏
وكما تقول د‏.‏ عبلة ابراهيم مستشار اليونسكو وعضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلي للثقافة ان الخبر عندما قرأته وقع عليها كالصدمة خاصة أن هناك بعض الأسر تعتبر ان التربية الفنية مضيعة للوقت كما يعتقد الكثيرون‏,‏ وتضيف قائلة ان هذا القرار اثار استياء جميع الأعضاء بلجنة ثقافة الطفل لأنهم يقدرون تماما جدوي بل أهمية التربية الفنية في منظومة تربية الطفل خاصة وأن الوزارة هي وزارة التربية والتعليم ونخشي أن يكون هذا تراجعا واضحا بل وصريحا في دور هذه الوزارة المعنية بالتربية عن طريق مادة التربية الفنية التي تساعد في إعداد نشء مبدع وسوي وتساهم في تقويم سلوك الطفل وتنمي لديه الابداع في كل المجالات وليس في الرسم فقط وخاصة في تنمية المهارات الحياتية بوجه عام والتي اكدت عليها واوصت بها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ووثيقته التي صدرت مؤخرا جنبا إلي جنب ماأوصت به من تعليم جيد النوعية‏.‏
وتستشهد د‏.‏ عبلة بما تقوم به اليابان تجاه الأطفال في هذه المرحلة والتي لم تكتف بتطوير التعليم سنويا بل والاهتمام بتنمية إبداعاتهم من خلال مراكز للإبداع خاصة بالنشء وتقول‏:‏ اتمني ان تعيد الوزارة النظر في هذا القرار حيث يعد حاليا أعضاء ثقافة الطفل مذكرة تضم آراءهم تجاه هذا القرار ومايترتب عليه من سلبيات في تكوين شخصية الطفل في هذه المرحلة المهمة فرفقا بأبنائنا‏.‏ وتؤكد د‏.‏ وفاء كمال وكيل كلية رياض الأطفال للدراسات العليا سابقا ان مادة التربية الفنية تعتبر من المواد التي تفتح أفاقا أمام الأبناء وتساعد علي توهج خيالهم فالطفل في كل مراحل عمره يكون مملوءا بالقدرات والرؤي ولذا فحرمانه من تدريس هذه المادة يعتبر تعتيما لرؤية معينة لديه وهذا ليس مطلوب بالطبع في العملية التعليمية‏.‏ أما د‏.‏ امين ابوبكر رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي فله رأي آخر حيث يقول‏:‏ عندما تصبح مادة الرسم اختيارية مع مادة الحاسب الآلي فإن ذلك يعطي فرصة اكثر للطالب في الاختيار افضل من ان تفرض عليه مادة بعينها لدراستها‏.‏
ومن جانبنا نتساءل‏..‏ إذا كان الطفل المريض نفسيا في اغلب الحالات يتم علاجه عن طريق الرسم كما يقول علماء النفس أليس من الاجدي ألايحرم الطفل السوي من دراسة هذه المادة نظرا لأهميتها في تشكيل كيانه‏..‏ كما يؤكد ايضا خبراء التربية وعلماء النفس؟‏!‏