تستضيف الصين هذا الأسبوع كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في علامة على رغبه بكين فى القيام بدور أكبر في الشرق الأوسط. فقد استقبل اليوم الرئيس الصينى شى جين بينج في بكين الرئيس ابو مازن، فى الوقت الذى بدأ فيه نتنياهو زيارة شنغهاى حيث المركز المالي الشرقي، على ان يتوجه لبكين يوم الاربعاء بعد رحيل عباس في اليوم السابق. وقالت وزارة الخارجية الصينية الاسبوع الماضي انها ستكون مستعدة للمساعدة في اقامة لقاء بين عباس ونتنياهو إذا أراد الجانبان.. ولكن لا يبدو انه هناك اى اشارة على امكانية حدوث هذا ليستمر تعثر المحادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الممتد منذ أربع سنوات. على الرغم من المحدودية التقليدية للدور الدبلوماسى الصينى في الشرق الأوسط، الا انه في السنوات الأخيرة حاولت بكين أن تلعب دورا أكثر نشاطا في المنطقة كجزء من سعيها للحصول على الأسواق والموارد والنفوذ الدبلوماسي.. وسعت بكين لاقامة علاقات مستقرة مع كلا الجانبين في الصراع الاسرائيلى الفلسطينى ، لكن الغارة الجوية الاسرائيلية فى نهاية الأسبوع على مجمع عسكري سوري حددت بداية مضطربة لغزوة الصين الدبلوماسية التى كانت مرتقبة. ولقد تجنبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية " هو تشون يانج" انتقاد اسرائيل بالاسم ، حينما اجابت عن سؤال الصحفيين حول استضافة لنتنياهو في أعقاب الضربة الجوية، و قالت المتحدثة "نحن نعارض استخدام القوة ونعتقد أنه ينبغي أن تُحترم سيادة أي بلد في العالم." ومع ذلك، فان استضافة الصين للزعيمين تمثل اشارة إيجابية لتعزيز السلام في المنطقة ، وان الصين تعتقد أنه من ألأهمية المساعدة في تسهيل عملية السلام في الشرق الأوسط و استئناف المحادثات بين فلسطين وإسرائيل. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ، ان الصين تريد أن ترى حلا للصراع بين اسرائيل والفلسطينيين يسمح بتوفير الأمن لإسرائيل وإقامة دولة فلسطينية على أساس تسليم الأراضي المحتلة إلى السلطة الفلسطينية. الرئيس الصينى شى جين بينج التقى عباس اليوم فى قاعة الشعب الكبرى، مقر هيئة التشريع فى الصين، حيث استعرضا تاريخ العلاقات بينهما التى تعود إلى الستينيات ، و عبر الجانبان عن تطابق وجهات النظر حول العديد من المشاكل العالمية.. ثم وقع الجانبان على عدد من اتفاقات التعاون التقنى و الثقافى المشترك. كان الرئيس الفلسطينى قد اعلن في مقابلة مع وكالة الصين الرسمية الأسبوع الماضي، انه يريد إشراك الصين أكثر في عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال ان هذه الزيارات مزدوجة و المتزامنة توفر فرصة جيدة للصينيين للاستماع إلى كل من الطرفين. يذكر ان الصين اعترفت بالدولة الفلسطينية في عام 1988، قبل أربع سنوات من اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.. ونتنياهو هو أول زعيم اسرائيلي يزور الصين منذ زيارة ايهود اولمرت في عام 2007، ومن المتوقع أن تشمل الزيارة توقيع العديد من الصفقات التجارية. والصين هي زبون رئيسي لاسرائيل خاصة فى مجال التكنولوجيا العالية التقنية لقطاع الزراعة والهندسة والمعدات العسكرية والخدمات، بما في ذلك تدريب قوات الأمن الصينية وشراء طائرات بدون طيار. نتانياهو.. وبعد جولة صناعية باحد المصانع ذات التكنولوجا الفائقة بمدينة شنغهاى، تحدث إلى كبار رجال الأعمال الإسرائيليين والصينيين ، وأثنى على دور شنغهاي كملاذ لليهود الفارين من المحرقة الأوروبية، واكد على اهمية امكانات التعاون في المستقبل والجمع بين التكنولوجيا العالية التقنية فى اسرائيل و الثقل الصناعى في الصين. وقال نتانياهو لرجال الاعمال "ان إسرائيل ليست كبيرة مثل الصين. تعدادها 8 مليون نسمة، ما يقرب من ثلث سكان شنغهاي، ولكنها تصدر براءات الملكية الفكرية أكثر من أي بلد آخر في العالم".. واكد نتانياهو على اهمية خلق شراكة بين القدرة الابتكارية الاسرائيلية والقدرة التحويلية في الصين.