سادت العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الجمعة حالة من الهدوء الحذر خاصة بشارع الستين أكبر شوارع العاصمة وساحة التغيير وذلك بعد ان قررت اللجنة التنظيمية لما بات يعرف باسم الثورة الشعبية السلمية، تعليق الاعتصامات في ساحات وميادين التغيير في العاصمة صنعاء والمدن الأخرى، والإبقاء على خيار الرقابة الثورية على مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حاليا "بعد ما قالت ان الثورة انتصرت". وبذلك تطوي ساحات التغيير أوراقها بعد أن تم نصب أول خيمة في 20 فبراير 2011، أدى خلالها المعتصمون 115 جمعة متتالية في الساحة وشارع الستين أكبر شوارع العاصمة اليمنية صنعاء. وقال حبيب العريقي، عضو اللجنة التنظيمية، في تصريح له اليوم إن قرار تعليق الاعتصامات يشمل رفع خيام المعتصمين من ساحة التغيير بصنعاء اعتبارا من مساء الخميس، إلا لمن أراد البقاء فإن اللجنة غير قادرة على إلزامه بإخلاء الساحة على حد تعبيره. وأوضح أن القرار يشمل أيضا تعليق إقامة الجمع الأسبوعية التي كانت اللجنة تنظمها في الساحات والميادين العامة، لكنه قال إن خيار العودة للفعاليات الميدانية سواء المسيرات أو الجمع الأسبوعية يظل قائما إذا دعت الحاجة. وأشار عضو تنظيمية الثورة إلى أن خيارهم الحالي هو الرقابة الثورية على سير أعمال مؤتمر الحوار لضمان خروج نتائج تتوافق وأهداف الثورة وتطلعات الشعب في التغيير. ومن جانبها قالت الناشطة الحقوقية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام إن الثورة لو كانت مجرد خيمة لكان القذافي أول وأكبر ثائر، مضيفة رفعنا الخيام لأن الوطن كله أصبح ساحة للتغيير وميدان للحرية. وعبرت الناشطة توكل كرمان في تصريح لها عن امتنانها العظيم لسكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير، مشيرة إلى أنهم تحملوا كثير من العناء، وشاركوا في الكفاح والنضال العظيم. من جانبه أبدى الناشط والمحامي خالد الآنسي في تصريح له عن قناعته أن ساحة التغيير لم تعد ساحة للفعل الثوري وانما تحولت لواجهة صراع سياسي بين الحوثي والإصلاح.