زلزال إيران يتسبب في مقتل 35 شخصا في باكستان

ضرب زلزال قوي منطقة حدودية في جنوب شرق إيران مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 35 شخصا في باكستان المجاورة يوم الثلاثاء وتدمير مئات المنازل واهتزاز بنايات في الهند ودول خليجية.
وانقطعت الاتصالات بشكل كبير مع المنطقة وهي منطقة صحراوية وجبلية قليلة الكثافة السكانية مما جعل من الصعب تقييم حجم الخسائر في إيران. لكن أحد حكام إيران الاقليميين قال في وقت لاحق انه لم ترد أنباء عن وقوع قتلى هناك حتى الآن.
وقال صالح مانجي مدير وحدة البرامج بمؤسسة بلان انترناشيونال الخيرية في بلدة ثاتا الباكستانية "كان موظفونا في اجتماع وشعرنا بالهزة الارضية" ونقل مكتب المؤسسة البريطانية المعنية بالاطفال عن مانجي قوله "كان هذا مروعا شعرنا بالهزة في الكراسي وحتى الخزانات كانت تهتز. هذا اقوى زلزال أشعر به منذ الثمانينات."
وقال مسؤولون باكستانيون إن ما لا يقل عن 30 شخصا قتلوا واصيب 150 آخرون في بلدة مشخيل في اقليم بلوخستان الجنوبي الغربي الواقع على الحدود مع إيران.
وذكر محمد أشرف رئيس المركز المحلي للصحة في مشخيل إن المئات من منازل البلدة انهارت. وقتلت ثلاث نساء وطفلان عندما انهار منزلهم الذي كان مشيدا من الطوب اللبن في منطقة بانج جور باقليم بلوخستان الباكستاني.
وقال علي عمران المسؤول في غرفة العمليات الاقليمية وهي وحدة لمواجهة الكوارث تابعة للحكومة في كويتا المدينة الرئيسية بالإقليم "تسبب الزلزال في مقتل خمسة على الأقل في بانج جور."
وقال الجيش الباكستاني انه نشر قوات وطائرات هليكوبتر لنقل الخيام والادوية والفرق الطبية إلى مشخيل. ولم تتعرض إيران سوى لاضرار طفيفة فيما يبدو. وذكرت وسائل الاعلام الإيرانية ان 27 شخصا أُصيبوا وان وقوع مركز الزلزال على مسافة عميقة كان السبب على الارجح في انخفاض الأضرار نسبيا جراء الزلزال الذي بلغت شدته 7.8 درجة.
وفور وقوع الزلزال قال مسؤول إيراني لرويترز انه يتوقع سقوط مئات القتلى ونقلت وسائل الاعلام الرسمية انباء غير مؤكدة تفيد بمقتل 40 شخصا في إيران.
لكن وكالة أنباء الطلبة الايرانية نقلت عن حاتم ناروي حاكم اقليم سستاو وبلوخستان قوله انه لم ترد انباء عن سقوط قتلى.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في بيان معدل ان الزلزال وقع عند الساعة 1044 بتوقيت جرينتش على عمق 82 كيلومترا. ويقع مركز الزلزال على مسافة 198 كيلومترا جنوب شرقي مدينة زاهدان و250 كيلومترا إلى الشمال الغربي من تربت في باكستان.
وذكرت وكالة فارس الإيرانية للانباء إن مواطنين من مدينة زاهدان الإيرانية خرجوا إلى الشوارع عند وقوع الزلزال. وقال مسؤولون في سارافان اقرب مدينة لمركز الزلزال انه لم تقع اي اضرار خطيرة.
وقال مرتضى مرادي بور المسؤول بالهلال الأحمر الإيراني ان طواقم طواريء وصلت إلى المنطقة مزودة بكلاب بوليسية للبحث عن اي ناجين تحت الانقاض.
وأضاف "بسبب شدة الزلزال توقعنا حدوث اضرار جسيمة في المناطق السكنية لكن الزلزال كان على عمق 95 كيلومترا ولهذا فإن مستوى الضرر كان مساويا لزلازل قوتها اربع درجات."
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية انه على اتصال مع السلطات في إيران "وجاهز للمساعدة في حال طلب منه ذلك".
وهذا ثاني زلزال كبير يضرب إيران خلال اسبوع. ففي التاسع من إبريل وقع زلزال بلغت شدته 6.3 درجة قرب محطة بوشهر للطاقة النووية مما اسفر عن مقتل 37 شخصا واصابة 850 آخرين وتدمير قريتين.
وتقع معظم منشآت إيران النووية في وسط إيران أو غربها بما في ذلك محطة بوشهر النووية على الخليج. وتقول إيران ان معايير السلامة في بوشهر جيدة لكن بعض الخبراء الغربيين ابدوا تشككا في ذلك.
وقال علي فايز وهو محلل ايراني بارز لدى المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "انه (مركز الزلزال) بعيد جدا عن بوشهر والمنشآت النووية الاخرى."
وأضاف "ومع ذلك فإن الهزات الاخيرة تعد عاملا مذكرا بان الأراضي الإيرانية عرضة للزلازل وكيف ان الامر مهم كي تتخذ الحكومة الإيرانية الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي طاريء نووي."
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان السلطات النووية الإيرانية أبلغتها بانه لم تقع اي اضرار بمحطة بوشهر أو بأي منشآت اخرى.
وتقع إيران فوق صدوع رئيسية وعانت من عدد من الزلازل المدمرة بما في ذلك زلزال بلغت قوته 6.6 درجة عام 2003 والذي سوى مدينة بم بالأرض في أقصى جنوب شرق البلاد مما أسفر عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل.
وهز الزلزال بنايات عالية في العاصمة الهندية نيودلهي مما جعل الناس يهرعون إلى الشوارع. وجرى ايضا اخلاء بنايات في قطر ودبي.