نقلا عن اخبار اليوم 5/7/07 العودة إلي البيت الأبيض ليست بمثل هذه البساطة التي تتصورها الحالمة برئاسة الولاياتالمتحدة: هيلاري كلينتون، التي أكدت نتيجة استطلاع رأي أجرته القناة التليفزيونية CBS في 29يونيو الماضي فوز هيلاري بتأييد48 % من أصوات الديمقراطيين لترشيحها في مقابل 24 % لمنافسها باراك أوباما، و11 % فقط لثالث المرشحين:جون إدواردز. حقيقة أن معظم استطلاعات الرأي السابقة منحتها الأولوية في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، لكن حقيقة أيضا أن هيلاري كلينتون صدمت يوم الأحد الماضي بحصول منافسها الأقوي باراك أوباما علي دعم مالي من أنصاره بلغ 32.5مليون دولار للإنفاق علي حملته الدعائية وبزيادة 10ملايين دولار عما حصلت هي عليه للدعاية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض انتخابات الرئاسة القادمة. وردا علي المتشككين في قبولها، بدأت هيلاري كلينتون جولاتها في الولايات يوم الخميس الماضي لم تذهب وحدها لحضور اجتماع الديمقراطيين في ولاية إيوا، وإنما أخذت معها سلاحها السري والبتار زوجها الرئيس السابق، بيل كلينتون، الذي يحظي بشعبية كبيرة ازدادت بعد انتهاء ولايته الثانية والأخيرة. وقف بل كلينتون ليتحدث أمام آلاف عديدة من الديمقراطيين في الولاية، قائلا:'.. حتي لو لم نكن هيلاري وأنا متزوجين، لساعدت أيضا بالحضور إلي هنا لو طلبت مني ذلك'. الظهور العلني للرئيس الأمريكي السابق إلي جانب زوجته ودعمها بحضوره وكلامه وشعبيته الكبيرة، وصفته صحيفة 'لو موند' الفرنسية بأنه:'ورقة الجوكر في يد هيلاري لتكسب به اللعبة'. خلال الفترة الماضية.. كان بل كلينتون يتحاشي الظهور بجوار زوجته في لقاءاتها واجتماعاتها الدعائية الحزبية، مكتفيا بإبداء 'نصائحه الغالية' لها للأخذ بها في خطبها وتصريحاتها واتصالاتها بالمؤثرين في اتجاهات وقرارات الحزب الديمقراطي التي تحلم بدعمه لها في انتخابات الرئاسة. كثيرون يؤكدون أن كلينتون 'الزوج' أكثر شعبية داخل الحزب الديمقراطي من كلينتون 'الزوجة'، ولهذا السبب فإنها أي هيلاري تأمل في دعمه ومساندته لنيل ترشيح الحزب بدلا من منافسها القوي 'باراك أوباما' خاصة لدي الأمريكيين من أصول أفريقية الذين قد يفضلون ترشيح أوباما لأنه مثلهم ومن أصلهم. وشعبية بل كلينتون ليست مقصورة علي أعضاء الحزب الديمقراطي من البيض، وإنما تتسع أيضا لدي الأعضاء الملونين والسود بصفة خاصة، لدرجة أن بعضهم كان يطلق عليه، أثناء فترة رئاسته، لقب: 'أول رئيس أسود للولايات المتحدة'. المشكلة أن بل كلينتون صديق وحليف السود ليس مرشحا للرئاسة وإنما المرشحة زوجته، وهناك فرق.. طبعا. وردا علي الظهور العلني لسلاح هيلاري السري، سارع الحزب الجمهوري المنافس بإحياء فضيحة بل كلينتون مع مونيكا، وانتهز بعضهم فرصة وصول هيلاري إلي ولاية إيوا بصحبة سلاحها السري والباتر زوجها: 'بل' فأغرقوا الصحف والبريد الإلكتروني وعبر التليفونات المحمولة بشعار يقول: ' لا سكان إيوا، ولا سكان باقي الولايات الأخري، في حاجة ليكونوا شهودا علي كارثة أخري لعائلة كلينتون'!