أبرزت وزارة الخارجية نتائج ومحاور المؤتمر الوطني للشباب الذي إستضافته مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر الجاري تحت شعار (إبدع .. إنطلق)، وذلك في إطار الحملة التي أطلقتها الوزارة اليوم السبت وتستمر لمدة يومين للترويج لنتائج المؤتمر، وذلك تحت عنوان (مؤتمر الشباب رسالة إلى العالم). وقامت الوزارة، في إطار حملتها هذه، بتغيير الصورة الشخصية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) لتحمل شعار المؤتمر الوطني (إبدع.. إنطلق)، ونشرت عبر صفحتها تسجيل فيديو لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء إعطاء إشارة البدء لإنطلاق المؤتمر. وأكدت الوزارة أن المحور السياسي في مناقشات المؤتمر الوطني الأول للشباب إتسم بالثراء والزخم، حيث أكد الرئيس أن منهج الحكومة الحالية هو المصارحة والمكاشفة، داعيا إلى تشكيل لجنة من شباب المؤتمر لإعداد قوائم جديدة للعفو عن الشباب المحبوسين، مؤكدا أن هذه هي المرة الرابعة التي يقوم فيها بمراجعة الأسماء والعفو عن الشباب المحبوسين، وأنه سيستجيب إلى ما تخلص إليه اللجنة وسيقوم بتوقيع قرارات العفو إذا كانت متوافقة مع أحكام الدستور والقانون. ونوهت الخارجية بأن الرئيس أشار إلى أن بيان 3 يوليو لم يتضمن عزلا لأحد ولا أي إجراءات استثنائية، وأن الدولة تدعم وجود الأحزاب، إلا أنه يحاول تحقيق التوازن بين الحريات وحقوق الإنسان من ناحية، والحفاظ على تماسك الدولة من ناحية أخرى، كما أكد عدم وجود استئثار بالسلطة في مصر. وطالب الرئيس خلال مشاركته بجلسات المؤتمر بتشجيع الشباب على المشاركة في الإنتخابات المحلية المقبلة، كما أيد فكرة وجود مساعدين للنواب والوزراء والمحافظين من بين خريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، خاصة مع وجود ما يقرب من 170 نائب بالبرلمان عمرهم أقل من 45 عاما، كما أن البرلمان الجديد يضم عضوين من الشباب أصبحوا رؤساء لجان برلمانية. وقد أشاد الحاضرون في جلسات المؤتمر بالبرامج التي يتم تنفيذها بين وزارة الشباب ووزارة التضامن الإجتماعي لتدريب الشباب على المشاركة السياسية، ومنها برنامج تأهيل الشباب للإنتخابات المحلية الذي بلغ عدد المشاركين فيه حتى الآن 29 ألفا تم تدريبهم من خلال 1200 ورشة عمل، كما سيتم تدريب 11 ألف آخرين خلال الفترة المقبلة. كما دعا الرئيس لإنشاء برلمان مواز للبرلمان الحالي لإثراء عمله، مؤكدا على ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر بين الأحزاب والقوى السياسية. كما أعلن السيسي خلال جلسات المؤتمر عن عقد لقاءات شهرية مع الشباب لمتابعة تنفيذ التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر، وأنه سيتم تشكيل لجان منبثقة عن المؤتمر لحصر المناقشات والتوصيات الصادرة عنه ومراجعة عملية تنفيذها. واهتم الرئيس في مداخلاته بالتأكيد على أن مصر مليئة بالشباب النبهاء والمتميزين، إلا أننا نعاني من افتقاد آلية اختيار الشباب لمواقع القيادة، وهو ما يزيد الحاجة لوجود برامج مخصصة لدفعهم للصفوف الأمامية، وأنه في هذا الصدد، سيتم مد سن المشاركة بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة لإعطاء الفرصة لمزيد من الشباب المتميزين بالانضمام للبرنامج. ولفتت الوزارة إلى أن المؤتمر شهد ورشة عمل حول نموذج محاكاة الدولة المصرية، قدم خلاله الشباب تصوراتهم لكيفية عمل الحكومة والتعامل الأمثل مع مختلف المشكلات التي تواجهها الدولة، وذلك بحضور عدد من الوزراء منهم وزير الخارجية الذي أكد أن هناك ارتباطا بين السياسة الخارجية والمكون الداخلي، وأن الهدف الاستراتيجي للسياسة الخارجية المصرية هو تحقيق الآمال الخاصة للمصري بالخارج، وأن السياسة الخارجية متحركة ودائمة التعقيد والتغير. كما شارك وزير الداخلية الذي أكد أن مصر تواجه مخططا إرهابيا ضخما، وأنها قدمت 850 شهيدا من الشرطة و20 ألف مصاب منذ عام 2011. وأوضحت أنه لم يغب عن الرئيس أن يبعث رسالة سلام للعالم وسط 3 آلاف شاب شاركوا في الماراثون الذي تم تنظيمه على هامش المؤتمر، مؤكدا أن المصريين يسعون لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والبناء والتعمير، ومكافحة العنف. وركزت الخارجية على المحور الثقافي حيث أشارت الخارجية إلى أن المؤتمر الأول للشباب في شرم الشيخ بحضور رئيس الجمهورية أفرد مساحة كبيرة لقضية الهوية الثقافية، التي تعتبر من أهم الموضوعات المطروحة داخل المجتمع المصري، حيث يتم إثارة تلك القضية دائما عند الحديث عن النهضة والتطوير في المجتمع. وتناول المؤتمر موضوع الهوية الثقافية من خلال ورشتي عمل، حيث تضمنت الأولى الهوية الثقافية والخطاب الديني، والثانية الصالون الثقافي، والذي ناقش أسباب تأخر صناعة السينما في مصر وسبل النهوض بها. وقد حرص الرئيس على المشاركة في أعمال الجلسات وإجراء مداخلات تعكس اهتمام وإدراك القيادة السياسية لتلك القضية الهامة التي تشغل الرأي العام بأكمله. ولفتت وزارة الخارجية إلى تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن استعادة الهوية المصرية تتطلب بذل جهود مشتركة من جانب جميع مكونات المجتمع المصري، بما في ذلك المسجد والكنيسة والمدرسة والأسرة ووسائل الإعلام، مشيرا إلى أن استعادة الهوية وإصلاح المجتمع أمر يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير من كل الأطراف. وأضاف أن الهوية المصرية مسألة عميقة تحتاج إلى تطوير وتنمية متواصلة، وأنه تم إهمالها لفترة طويلة، موضحا عدم إمكانية حل المشاكل المتعلقة باستعادة الهوية المصرية وتصويب الخطاب الديني بالقول فقط دون تعديل سلوكيات المجتمع والتوقف عن التشكيك في الآخر وتقبله، فضلا عن ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش. وأكد الرئيس أننا على بداية الطريق الصحيح نحو استعادة هوية مصر الثقافية التي تتميز بالاعتدال والتسامح، منوها إلى أن أكبر دليل على إنطلاق مسيرة الإصلاح المجتمعي هو المستوى الراقي للحوار الذي شهده المؤتمر الوطني الأول للشباب. وأشار إلى أن الثورات لا تقوم إلا حينما تصل الدول إلى مرحلة من التردي في كل المجالات، وأن مصر وصلت إلى مرحلة صعبة خلال الأربعين عاما الماضية، وأن التغيير الذي يحدث بعد الثورات مفيد وجيد، ولكن من الممكن أن يكون عنيفا، لافتا إلى أن موضوع الأخلاق عميق وترك لفترة طويلة دون مجابهة. وأضاف الرئيس أن المؤتمر حقق أهدافا كثيرة، أهمها تغيير طرق إدارة نقاش القضايا والموضوعات، وأن يتم عرض كل ما يحدث في مصر على المنصة، وأن التشكيك تم غرسه في المجتمع المصري طيلة الأربعين عاما الماضية، وهناك من داخل المجتمع من يقدم نفسه دائما على أنه الأفضل، ويسعى إلى أن تصبح مصر مثل دول أخرى في المنطقة. وفيما يتعلق بقضية الخطبة المكتوبة، أشار الرئيس إلى أنه حينما طالب بتطبيق تلك الفكرة كان تصوره أن يتم تنفيذها خلال خمس سنوات، بحيث يتم بناء الشخصية المصرية، وأن يستمع المواطنون في جميع المحافظات إلى كلام واحد، وأن يقوم كبار العلماء بوضع خطة وكتابتها بشكل ديني، وليس بفكر عبدالفتاح السيسي، مضيفا أن موضوع الدين خاص ولا يمتلك أحد الوصاية بين الإنسان وخالقه الذي أعطاه الحرية الحقيقية في عبادته، ولا يليق أن نضغط على أحد ليتبع دينا معينا، مؤكدا على أن استعادة الهوية المصرية مهمة مشتركة بين الكنيسة والمسجد والأسرة المصرية والإعلام والتعليم، ولكن على المجتمع أن يقبل أن استعادة الهوية وإصلاح المجتمع أمر يحتاج للوقت والتضحية. وذكرت وزارة الخارجية أن النقاش تضمن طرح مجموعة من المقترحات من الشخصيات المشاركة، وعلى رأسهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة، حيث أكد وزير الأوقاف أن القاسم المشترك بين جميع الأديان السماوية هو الجانب الأخلاقي والقيمي، واستند إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وأن جميع الأديان اعتمدت على نشر الأخلاق والسلام ووصل الأرحام. وأضاف أنه ما من أحد ينكر أن الخطاب الديني تعرض لمحاولات اختطاف من الجماعات الدينية المتطرفة، وأن المؤسسة الدينية في مصر حاولت التصدي لهذه المحاولات من خلال الخطاب الديني المعتدل. وأكد وزير الأوقاف أن مشكلات التطرف ترجع إلى انسداد الأفق الثقافي، داعيا إلى أن يصبح المكون الثقافي أساسيا في كل مراحل التعليم، وأشار إلى أن العمل والإنتاج يمثلان نسبة 50 إلى 60% من الخطاب الديني حاليا في خطب الجمعة، كما أن الخطبة القادمة الموجودة على موقع الوزارة تدور حول الحفاظ على الأوطان وسبل بنائها ومواجهة الدعوات الهدامة. وقال إن المشكلة ليست في الأديان ولكن المشكلة فيمن يوظفونها لمصالح شخصية، داعيا إلى عدم السماح لغير المتخصصين بالقيام بالفتوى، وأهاب بوسائل الإعلام عدم استضافة غير المتخصصين في الفتوى من علماء الأزهر الشريف. وطلب وزير الأوقاف من الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة تطبيق تجربة البرنامج الرئاسي للشباب، ولكن هذه المرة أن يكون برنامجا رئاسيا لتأهيل شباب الدعاة. وأكد الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية أن كل المحاولات التي بذلت لتعديل المناهج في الأزهر الشريف تحتاج إلى خطوات أوسع بكثير. وأوضحت وزارة الخارجية أن القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكد من جانبه أن الكنيسة لها دور قوي في تطوير الخطاب الديني وأنها مدرسة حب الوطن، مطالبا الكنيسة بتطوير وسائل التواصل مع الناس لمواكبة العصر. وانتهت الجلسة بعدد من التوصيات، جاء على رأسها ضرورة دمج الخطاب الديني المعتدل في المناهج الدراسية للمراحل الابتدائية وإعداد جيل جديد من المصريين حريص على التمسك بالهوية، واتباع الأخلاقيات المصرية المعروفة منذ الصغر للتصدي لمحاولات طمس الهوية المصرية. وأعلن المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في وقت سابق اليوم السبت عن إطلاق الوزارة حملة تستمر يومين تحت عنوان : (مؤتمر الشباب المصري رسالة إلى العالم) باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بهدف تعريف المجتمع الدولي بأهم محاور المؤتمر وما دار به من نقاشات، وكذلك أهم التوصيات التي صدرت عن المؤتمر، وذلك على صفحات الوزارة على مواقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) و (تويتر)، بالإضافة إلى تكليف بعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية بالخارج بالتواصل المباشر مع المسئولين في الدول الأجنبية لشرح أهم فعاليات المؤتمر وما دار فيه من حوارات على مدار أكثر من 33 جلسة بمشاركة رئيس الجمهورية، فضلا عن التعريف بأهم توصيات المؤتمر ونتائجه.