زارت حرم الرئيس الأمريكي لورا بوش أمس جدة, في إطار اتفاقية الشراكة السعودية الأمريكية لمكافحة سرطان الثدي, حيث التقت عددا من الناجيات من سرطان الثدي وعضوات حملة مكافحة السرطان بجدة. وكانت اتفاقية الشراكة قد وقعت أول من أمس الثلاثاء في الرياض بين حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان والأمير فيصل بن عبد الله من جانب ولورا بوش من جانب آخر وتشمل التوعية في مجال مكافحة سرطان الثدي. وعبرت لورا بوش خلال اللقاء عن إعجابها بقوة تحمل السعوديات مشيرة إلى أن تحت حجابهن عقولا مستنيرة وحاصلة على أعلى درجات التعليم. ولفتت إلى أن عددا من البرامج تتبع الاتفاقية التي تمد السيدات بما يحتجنه من مساندة طبية ودعم معنوي, بالإضافة إلى التدريب الطبي فجزء من الخدمات التي تندرج ضمن الاتفاقية هي الخدمات المساندة للعلاج الطبي من دعم نفسي واجتماعي. وأضافت: نريد من هذه الشراكة مع المملكة القضاء على هذا المرض بين السيدات في مختلف المناطق حيث يتمركز البرنامج في أربع مناطق: هي الرياضوجدة والدمام والقصيم. واستعرضت حرم الرئيس الأمريكي تجربة الولاياتالمتحدة في مكافحة سرطان الثدي منذ أكثر من 25 عاما والتي انطلقت بمؤسسة نانسي وسوزان كومن إم دي أندرسون الخيرية لعلاج السرطان بجامعة تكساس. فيما أكد عدد من الناجيات من المرض خلال اللقاء أن تجاربهن زودتهن بنظرة مختلفة إلى الحياة وواقع المرض حيث كشفن أن معظم السيدات يلتزمن خلال فترة ظهور المرض بالصمت وعدم الإفصاح مما يؤدي إلى تقدم المرض لديهن نسب عالية بين السعوديات تصل إلى 70% بحسب إحصائية تابعة للسجل الوطني. من جهتها لفتت رئيسة الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي الدكتورة سامية العمودي إلى أن الشراكة زادت من التقارب بين السعوديات والأمريكيات في محاربة السرطان وهو أمر مهم بالنسبة إلى حملات التوعية العالمية والمحلية. وحذرت العمودي من تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي رغم عدم دقة الإحصائيات الحالية, كما حذرت السيدات من التمادي في ربط الإصابة بالمرض بالسحر والحسد وطالبتهن بالبحث عن العلاج لاسيما أن التقنيات الحديثة زادت من نسبة الشفاء. فيما لفتت رئيسة الشراكة السعودية الأمريكية أرين والش إلى أن الولاياتالمتحدة تدرس تطبيق الشراكة لحماية السيدات من سرطان الثدي في العراق, مؤكدة على أن الخارجية الأمريكية تركز حاليا على مكافحة سرطان الثدي رغم وجود عدد من قضايا الفقر والعنف في العراق. وقالت إن التعاون الاجتماعي والطبي في مكافحة سرطان الثدي تخطى جميع الحواجز الثقافية والدينية والاجتماعية عابرا أفريقيا وشمالها إلى الشرق الأوسط وشرق آسيا. ولفتت إلى أن ذات الفائدة التي ستحصد في الشرق الأوسط هي ذاتها في الولاياتالمتحدة بالقضاء على السرطان الأكثر انتشارا. من جانبهما قالت الهنوف الخياط وسلوى عابد وهما ممرضتان سعوديتان بمستشفى الملك عبد العزيز في جدة إنهما استحدثنا مع زميلة ثالثة برنامجا مقتبسا للدعم النفسي والاجتماعي يقدمه فريق دعم نفسي ضمن برنامج الحملة في جدة بهدف تقديم الدعم والمساندة للمريضة خلال العلاج الكيماوي أو الجراحي بهدف توطيد الجهود العلاجية لسرطان الثدي. وأشارت الخياط إلى أن بعض المريضات يرفضن العلاج الكيماوي أو الإفصاح عن حقيقة مرضهن حتى أمام أبنائهن مما يستدعي إيجاد فريق للدعم النفسي مكون من أخصائيات اجتماعيات ونفسيات ومختصين في مجالات مختلفة لتقديم الخدمات المساندة.