اعلنت الخزانة الاسرائيلية اليوم ان العجز فى الميزانية يبلغ 39 مليار شيكل (10.4 مليار دولار) .. ياتى هذا الاعلان قبل عشرة ايام من عقد الانتخابات العامة الاسرائيلية ، و قد اصبح الاقتصاد محور وقلب الدعاية الانتخابية للاحزاب المشاركة .. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى يسعى لفترة حكم جديدة ، هون من طبيعة هذا العجز و قال انه تجاوز الرقم المتوقع بنسبة 0.3٪ فقط ، مبشرا بان الإسرائيليين لن يتأثروا به. و لقد تعرض نتنياهو لانتقادات حادة ، كان ابرزها من رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، الذي اتهمه مؤخرا بضياع 11 مليار شيكل على الاستعدادات لتوجيه ضربة عسكرية على إيران لم تتحقق.فى الوقت الذى رد عليه نتانياهو بان اتهامه بضياع المليارات غير مسؤول، و هو اتهام صادر من شخص ضيع المليارات على فك الارتباط واقتلاع اليهود من ارضهم ، في اشارة الى انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005. و يقول العديد من المحللين السياسيين ان الاقتصاد هو الذى سيحدد الفائز بالانتخابات ، فقبل عام خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع للاحتجاج على التكلفة المعيشة العالية فضلا عن التدهور الواضح في الخدمات العامة، و كانت الرسالة واضحة ، فقد اعلن الناس العاديين ان الأزمة الاقتصادية المتفاقمة قد اثرت عليهم بشكل كبير. و بعد عام من الاحتجاجات التى قد تكون اختفت ولكن الغضب مازال قائما قبل أيام من بدء من الانتخابات العامة ، مما يجعل تلبية احتياجاتهم واحدا من الاهتمامات الرئيسية لكثير من الذين سيصوتون في 22 يناير. وتمتاز إسرائيل بان لديها نسبة بطالة منخفضة نسبيا 6.7 في المائة والاقتصاد ينمو، ولكن اتحادات الشركات يبقى الأسعار عالية، والحد الأدنى للأجور كل ساعة في إسرائيل 6.7 دولار مقارنة مع 14،94 دولار في أستراليا، 9،08 دولار في بريطانيا أو 6،87 دولار في الولاياتالمتحدة ، والفجوة بين الأغنياء والفقراء هى ألاعلى بين جميع البلدان المتقدمة. استطلاع للرأي بين الناخبين اجرته صحيفة إسرائيل وجدت أن 60 في المائة قالوا ان الشئون الاجتماعية والاقتصادية هى أهم قضية تواجه الحكومة الجديدة، بينما قال 19 في المائة ان الامن له الاولوية و 16 في المائة قالوا السلام مع الفلسطينيين. البروفيسور ايتان جلبوع ، من مركز بيسا للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان انتقد الحملات الانتخابية حيث لا تولى اهمية للشئون الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا الى ان المرشحين لم يعالجوا بشكل كاف القضايا سواء المحلية أو الأجنبية، وهذا ينبع من التركيز في السياسة الاسرائيلية على الشخصية القوية فقط و لا يوجد اهتمام ببرامج الأحزاب، أو المنابر، أو المواقف . وقال البروفيسور جلبوع الاحتجاجات ان مظاهرات العدالة الاجتماعية عام 2011 لم تنجح ، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قادرا على نزع فتيل المشكلة عن طريق تعيين لجنة وقبول معظم توصياتها.. و قد حذرت اللجنة من أن إسرائيل غير قادرة على دعم زيادة أخرى في مجال الدفاع وان مزيد من الإنفاق سيؤدي إلى الانهيار المالي.. و اضاف جلبوع " أن المفاضلة الأساسية التى تواجهها إسرائيل الان هو بين الدفاع وبين الخدمات الاجتماعية. وأي محاولة لننظر في الأمر بشكل مختلف وخداع الجمهور سودى لنتائج وخيمة". فبعد الانتخابات الجميع يعرف أنه ستكون هناك تدابير للتقشف فالحكومة سوف تضطر إلى جمع 15 مليار شيكل (3.8 مليار دولار) لسداد عجز الموازنة وهو مبلغ ضخم. فى أكتوبر الماضى واجه نتانياهو صعوبات في محاولته لتمرير التدابير التقشفية في الكنيست ،وبعد محاولة فاشلة لتشكيل ائتلاف مع مركز حزب كاديما اليميني، دعا لاجراء انتخابات مبكرة على أمل زيادة هامش التاييد له في البرلمان من خلال ضم قائمة حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف لقائمة حزبه الليكود . زعيم الحزب الوطني الديني "البيت اليهودي" و ضابط السابق بالقوات الخاصة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اقترح خفض ميزانية الدفاع الإسرائيلية من أجل معالجة عجز الميزانية وهي خطوة من المؤكد أن تقاوم بشدة من قبل المؤسسة العسكرية. وتبلغ ميزانية الدفاع الاسرائيلى الان حوالي 13 . 28 مليارر بما فيها 2.84 مليار دولار كمعونة عسكرية امريكية . و على الرغم من الانتقادات التى واجهتها حكومة نتانياهو و اتهامه بالفشل ، توقعت العديد من استطلاعات الرأي التي نشرت يوم الجمعة ان نتنياهو و تحلف حزب الليكود مع بيتنا سيحصل غبى ما بين 33 و38 مقعدا، مع توقعات بفوز العمل فيما بين 16 و 18 مقعدا وبيت اليهودية مابين 13 أو 14 مقعدا. فيما تظهر معظم استطلاعات الرأي ان ناك على الأقل ربع الناخبين لم يقرروا مرشحهم الا ن الكثير من المحللين يعتقد أنه لن تكون هناك أي مفاجآت في يوم الاقتراع.