غطت الثلوج -ليل الأربعاء الخميس- الأردن وإسرائيل وتسببت بأعطال كبرى بشبكة الكهرباء في لبنان في اليوم الخامس من العاصفة القوية التي تضرب الشرق الأوسط، والتي تسببت بمقتل 11 شخصا واعتبار عدد آخر في عداد المفقودين. وارتدت القدس التي ترتفع نحو 800 متر عن سطح البحر، صباح الخميس، حلة بيضاء بعد تساقط كثيف للثلوج تسبب بشبه شلل في المدينة المقدسة، فيما تشهد مدن في إسرائيل والأراضي الفلسطينية أسوأ عاصفة شتوية منذ عشرين عاما. ومع انخفاض درجات الحرارة، تحولت موجة الرياح الباردة والمطر الغزير التي تضرب منطقة الشرق الأوسط منذ الأحد إلى موجة ثلجية غطت الأرض المقدسة باللون الأبيض، وأدت إلى إغلاق المدارس والمكاتب وأدت إلى توقف حركة المواصلات بشكل شبه تام. وفجر الخميس، استيقظ سكان القدس على ثلوج بسماكة 10 سم على الأقل في المدينة، ما أضفى على تلال المدينة المغطاة بأشجار الصنوبر مشهدا جعلها تبدو وكأنها منتجع للتزلج. وفي نبأ غير اعتيادي، وصلت الثلوج إلى منطقة تبوك في شمال غرب المملكة العربية السعودية، حيث تهافت السكان لمشاهدة هذا المنظر النادر في المملكة ذات الطبيعة الصحراوية، ما أدى إلى ازدحام كبير في الشوارع. وفي الأردن، قال الأمن العام الاردني -الخميس- إن العاصفة الثلجية التي أثرت على المملكة أدت إلى إغلاق معظم الطرق فيها، فيما أمر العاهل الأردني القوات المسلحة بمساندة جهود الأجهزة الحكومية الأخرى في فتح الطرق والإنقاذ. وتشهد معظم مناطق المملكة منذ أيام تساقطا غزيرا للمطر، فيما تساقطت الثلوج بكثافة الليلة الماضية مع ازدياد تأثير منخفض جوي قطبي أدى إلى انخفاض الحرارة في بعض المناطق إلى ما دون درجة الصفر. ووصل سوء الأحوال الجوية إلى مصر، التي ضربتها موجة من البرد القارس. وهبت رياح عاتية وهطلت أمطار غزيرة أدت إلى شل حركة السير في كبريات المدن المصرية، ولا سيما في القاهرة، كما أجبرت على إبقاء غالبية المرافىء مقفلة. وفي لبنان، بقيت المدارس مغلقة -الخميس- فيما حرم العديد من السكان من الكهرباء. وأعلنت مؤسسة الكهرباء في بيان عن أعطال أدت إلى "انقطاع التيار الكهربائي عن جزء كبير من بيروت الإدارية وقسم من منطقتي الضاحية الجنوبية وساحل المتن الشمالي"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "حال دون إمكانية تغذية المحطات المذكورة لا سيما في بيروت من مصادر أخرى". يضاف إلى ذلك تعذر تصليح الأعطال في ظل استمرار إضراب نقابة العمال والمستخدمين التي تقدمت بمطالب اجتماعية تسعى إلى تحقيقها. وفي إسرائيل، قدرت جمعية الصناعييبن الأضرار ب300 مليون شيكل (60 مليون يورو) بسبب غياب الجهاز البشري العامل أو مشاكل إمدادات وشحن. وعلى الرغم من استمتاع الأطفال بالعطلة المدرسية للهو بكرات الثلج في رام الله بالضفة الغربيةوالقدس، إلا أن الرداء الأبيض لم يهدىء التوترات، فقد أصيب قرب نابلس شاب فلسطيني برجليه برصاص مستوطنين إسرائيليين بينما كان يلهو بالثلج، وتعرض فلسطيني آخر للمصير نفسه بينما كان يعمل في حقله.