أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تشعر بقلق بالغ إزاء الطريقة التي تدير فيها أطراف النزاع في سورية عملياتها العدائية. وأوضح "بيير كراهينبول" مدير العمليات في اللجنة الدولية فى بيان للجنة الإثنين: "لا تولي الأطراف المتقاتلة محنة السكان إلا القليل من الاهتمام ". وأضاف "كراهينبول": "تسبب ما يناهز عشرين شهراً من القتال بلا هوادة بتدمير واسع، وبنزوح عائلات بأكملها، كما أسفر عن آلاف المصابين واللاجئين، وضاعف أعداد المدنيين الذين يكافحون للحصول على المستلزمات الأساسية كالمواد الغذائية، والماء والرعاية الطبية". ويزداد الوضع الإنساني في سورية سوءاً يوماً بعد يوم، فيما تزداد حاجات السكان العاديين. وتابع: "أمام تصعيد المواجهات المسلحة التي تكبّد المدنيين خسائر فادحة، نحض بقوة كل الجهات المشاركة في القتال على اتخاذ إجراءات فورية للامتثال بشكل كامل للقانون الدولي الإنساني، المعروف أيضاً بقانون النزاعات المسلحة". وتنطبق هذه القواعد والمبادئ على كل أطراف النزاع المسلح في سورية، وتفرض قيوداً على وسائل وأساليب الحرب التي قد تستخدمها. وقد دأبت اللجنة الدولية على تذكير تلك الأطراف بضرورة التمييز وفي كل الأوقات بين السكان المدنيين من جهة، والأفراد المشاركين مباشرة في القتال من جهة أخرى. جدير بالذكر أن العائلات المتضررة تواجهألماً ويأساً أمام تفاقم انعدام الأمان وعدم اليقين إزاء مستقبلها. فقد تعطلت سبل العيش، وتدنَّى مستوى الخدمات الطبية، وبات الحصول على المواد الغذائية الأساسية أصعب، بينما توقف العديد من الأطفال عن الدراسة،وتحوّل عدد لا يحصى من الأماكن العامة إلى ملاجئ أساسية. وفرّ خلال الأشهر الأخيرة مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من منازلهم بسبب النزاع. واضطر العديد منهم إلى عبور الحدود الوطنية بحثاً عن الأمان ، ووجدوا ملجأ لهم في البلدان المجاورة. وتكرر اللجنة الدولية أنه وبموجب القانون الدولي الإنساني لا يجوز توجيه الهجمات ضد أهداف غير عسكرية، ولا يجوز على الإطلاق توجيهها ضد المدنيين أو المرافق المدنية مثل المنازل أو المدارس أو المنشآت والسيارات الطبية، أو الملاجىء المحلية ودور العبادة. وينص القانون الدولي الإنساني كذلك على حماية السكان المدنيين والأفراد الذين لا يشاركون (أو كفوا عن المشاركة) في العمليات العدائية، مثل المرضى والجرحى والمحتجزين، الذين ينبغي حفظ كرامتهم الإنسانية في كل الأوقات. وأضاف "كراهينبول": "في وقت باتت فيه الاحتياجات الإنسانية أكثر إلحاحاً، تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر مرة جديدة حاملي السلاح جميعاً إلى احترام العاملين في المنظمات الإنسانية." والحقيقة المرة هي أن ستة متطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري لقوا حتفهم خلال تأديتهم لمهماتهم الإنسانية منذ اندلاع أعمال العنف. ويشدد السيد "كراهينبول": "تقضي مهمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتقديم المساعدة الرامية إلى إنقاذ الأرواح للذين يحتاجونها، وذلك بطريقة محايدة تماماً وغير متحيزة إطلاقاً ". ويعمل أفراد الخدمات الطبية في ظروف صعبة للغاية ولم ينجوا من مخاطر القتال. لذلك، يتعين على الجميع احترام عمل أفراد الخدمات الصحية وتسهيل مهمتهم في كل الأوقات، كما يتعين على الأطراف جيمعاً احترام شارتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر.