البابا البطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو رئيس أساقفة كنيسة الإسكندرية وسائر أساقفة الكرازة المرقسية، ويُمثل السُلطة العُليا في الكنيسة، وهو الذي يرأس مجمع الأساقفة ومجلس العلمانيين المعروف ب "المجلس الملي العام" ومجمع القساوسة والمُكرسين للخدمة في الكنيسة، ويُعد رمزًا لوحدة الكنيسة. ويُعد القديس مارمرقس الرسول هو مؤسس كرسي البطريركية لتصبح "كنيسة الإسكندرية" هي "رأس كنائس العالم" كما وصفها القديس "غريغريوس النيازنيازي"، ولم تكن هذه بالمُجاملة منه للجالس علي كرسي مرقس الرسول، ولكن شهادة منه لما قدمته كنيسة الإسكندرية بتاريخها المشهود له في الدفاع عن رسالة السيد المسيح، وقدمت للعالم بطاركة وقفوا في وجه العالم كله دفاعًا عن عقيدتهم. لما كانت الكنيسة القبطية هي الكنيسة التى أسسها مرقس الرسول في عام 64م، واستشهد في شوارعها في 8 مايو عام 68م)، لذا تعتبر الإسكندرية هي عاصمة الكرازة المرقسية عامة ومقرًا للرئاسة الدينية، بل تظل الإسكندرية من القرن الأول الميلادي حتى القرن الحادي عشر الميلادي هي مكان ومقر الكرسي الرسولي، وتزداد أهمية الكنيسة المرقسية بشارع النبي دانيال لوجود "رأس القديس مار مرقس الرسول" فيها، كما تذخر الإسكندرية بوجود الكثير من أجساد آباء بطاركة وأساقفة . تعتبر الكنيسة المرقسية من أولى الكنائس التي أنشئت في الإسكندرية ومصر بصفة عامة، وكانت تعد مركزًا لنشر المسيحية، الذي بدأ في القرن الخامس الميلادي، ومن ثم أصبحت الإسكندرية هي المقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية، ثم كنيسة الشرق الأوسط وإفريقيا.