قبل أن يتلو الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، البيان الخاص بنتيجة انتخابات البابا الجديد، مساء يوم الإثنين الماضي، وقف جميع الحضور تقديرا لنيافته وصفقوا طويلا. وهتف أحد الكهنة قائلا: دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وصرت للمسيح أعز أحبابه، وجئت للكنيسة بأعز أبنائه، وردد جميع الحضور: عاش الأنبا باخوميوس.. يحيا الأنبا باخوميوس. أنقل هنا ما كتبه الزميل أشرف صادق، في الحديث المهم، الذي أجراه مع الأنبا باخوميوس، ونشرته في حينه بوابة الأهرام، وقد إستهله قائم مقام البطريرك قائلا: سعادتي كانت كبيرة جدا بحالة الرضا العامة عن الإنتخابات الباباوية، والفضل في ذلك يرجع إلى الله الذي استجاب لصلاة وصوم الأقباط. الجميع يشهد للأنبا باخوميوس أنه أدار العملية الإنتخابية الباباوية بمهارة بالغة أدخلته التاريخ من أوسع أبوابه، كما قاد نيافته الكنيسة القبطية المصرية بإمتياز، خلال الفترة الإنتقالية، منذ تنيح البابا شنودة الثالث في 17 مارس الماضي، وقد وصفه الأنبا تاوضروس، أحد الآباء الثلاثة الذين سيختار من بينهم البطريق رقم 118، بأن نيافة القائم مقام هو عمود بالكنيسة ولا يمكن لأي إنسان أن يستغني عن دوره ومشورته. فور الإنتهاء من العملية الإنتخابية بنجاح وبطريقة راقية، قال الأنبا مرقص، أسقف مطرانية شبرا الخيمة: أتمنى أن تتعلم الدولة، وتنظم الانتخابات حسبما انتهجت الكنيسة. من المظاهر العصرية التي رافقت العملية الإنتخابية، إعطاء فرصة كاملة للتعبير أمام ناشطين أقباط، يطلقون على أنفسهم إسم المبادرة المصرية لإنقاذ الكرسي الباباوي، والسماح لهم بالدعوة إلى ضرورة فتح باب الترشح أمام عدد أكبر، وبشروط أيسر، لإختيار من هو أحق بالمنصب الرفيع، على رأس هرم الكنيسة الأرثوذكسية، وعدم المساس بهم عند تلويحهم بأن الانتخابات الباباوية هي عملية سياسية يشوبها الفساد، نظرا لأنها أصبحت حكرا على أشخاص بعينهم!! ردا على هؤلاء الناشطين، يؤكد القائمون على إدارة الكنيسة القبطية أن إنتخاب البطريرك يمر بإجراءات عريقة لا تتحكم فيها فقط لائحة عام 1957، التي يطالب الجميع بتغييرها، ولكن أيضا يمر بتقاليد الكنيسة، وتعاليم الرسل، بإعتبارها كنيسة رسولية في المقام الأول، وبدليل إشتراط القرعة الهيكلية. من المؤكد أن ملء الفراغ الذي تركه رحيل البابا شنودة، في هذه المرحلة، بالذات، مسألة صعبة للغاية، خاصة بعد صعود نجم المتأسلمين، ومساعيهم المفضوحة لتطبيق أحكام الشريعة وإقامة دولة الخلافة، وهو ما يحتم إختيار شخصية كنسية وطنية مرموقة لكرسي البطريرك، تتمتع بقدرات خارقة لطمأنة شركاء الوطن، ولتبديد مخاوفهم. الآن ونحن على أعتاب إجراء القرعة الهيكلية صباح غد، ليس أمامنا إلا الدعاء والصلاة جنبا إلى جنب مع صوم وصلاة جميع أقباط مصر، في هذه الأيام المباركة، والثقة المطلقة في إختياراتهم، ونظرتهم إلى القدرات المتساوية التي يتمتع بها كل من: نيافة الأنبا تاوضروس، ونيافة الأنبا رافائيل، والقمص رافائيل أفامينا، بنعمة ما قرأناه عنهم من صفات حميدة وخصال وطنية جامعة. من هنا وجبت الإشارة إلى أطرف التعليقات التي قرأتها بهذه المناسبة، وجاء فيها: عندما تنيح البابا كيرلس السادس في وقت متزامن مع رحيل زعيم الأمة الخالد، جمال عبدالناصر، اختارت العناية الإلهية بطريرك تتناسب حكمته مع دهاء أنور السادات، لذلك نحن نثق أن الله سوف يختار أنسب بطريرك ليتعامل مع الإخوان!!، هذا التعليق البسيط يوضح مدى التشابه بين الظروف التي واكبت انتخابات البابا ال117 منذ ما يزيد على 40 عاما، وتسمية البابا الجديد وكلاهما سبقه قدوم رئيس مصري جديد. نقلا عن جريدة الأهرام