قد تفرض الضرورة أو الحاجة على بعض النساء، أو حتى بعض الرجال، الخضوع لأنواع معينة من عمليات التجميل، مثل علاج آثار الحروق على الجلد أو ظهور البقع الغامقة في أماكن ذات أهمية لجمال الشكل وفي المقابل، قد يتمادى البعض في الخضوع للعمليات إما نتيجة الترف أو الفراغ. ويبدو أن واحداً من الاضطرابات النفسية، يجعل الشخص المصاب به مقتنعاً بقبح شكله أو نقص الجمال فيه، مما يدفعه إلى البحث عما يُحسن مظهره الخارجي، الأمر الذي يؤدي الى حالة «إدمان الجراحات التجميلية». ومن مجموعة هؤلاء المدمنين على العمليات التجميلية، فئة يُعتبرون أحد المُعانين من إحدى حالات الاضطرابات النفسية لفصيلة الوسواس القهري، وهي الحالة النفسية التي تُدعى، ما يُمكن ترجمته، إلى «اضطراب اعتقاد أن شكل الجسم غير سوي!». وتتميز حالة «اضطراب اعتقاد أن شكل الجسم غير سوي» بانهماك المُصاب في التصور بوجود خلل وهمي أو حقيقي في مظهره الخارجي. ولدى المصابين به نظرة مشوهة ومبالغ فيها حول ما يبدو عليه شكلهم. ولديهم هواجس وقلق إلى حد الوسوسة حول شكلهم المرئي، مثل تفاصيل صورة وجوههم أو بشرتهم، لأنهم يشعرون أنهم قبيحون ومشوهون. وعلاجهم الطبي أبعد ما يكون عن الانسياق وراء الاستجابة لرغباتهم في تغيير أشكالهم وصورهم عبر العمليات التجميلية، لأنها لن تُفلح البتة في إزالة وهمهم ووسواسهم، بل قد تُعمق ذلك الشعور لديهم، خاصة عند تلقي استحسانا أو إعجابا من الغير بما تم لهم تغييره. ولا تزال أسباب إصابة البعض بدرجات متفاوتة من عدم تقبل الشكل هذا، غير مدروسة تماما. وتتحدث إحدى الفرضيات أن الحالة ناجمة عن عدم توازن في وجود مركبات كيميائية في الدماغ، وخاصة مادة سيروتونين. ما ينتج عنه اضطرابات في المزاج والاكتئاب، بينما تقول أخرى إن الأمر مظهر لحالة من الوسواس القهري الذي يظهر على هيئة رغبة في تغيير شكل أجزاء من الجسم تحت ضغط الاعتقاد بأنها أجزاء قبيحة ويرى بعض الباحثين أن الحالة يُصاحبها أيضاً أحد أنواع اضطرابات الأكل، كالهزال العصبي. وفي حين يرى بعض العلماء أن الحالة برمتها مرتبطة باضطرابات القلق العام، والتي من أجلها يحرص هؤلاء الأشخاص على أن يكون في مظهرهم أي نقص أو تشوه.