يحتفل المسلمون اليوم ببدء السنة الهجري الجديدة 1429 مقترنة بذكرى الهجرة النبوية ، والتي يحتفل بها المسلمون كل عام، ليس فقط لارتباطها بالتقويم الهجري بل لما شكلته هجرة النبي الكريم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة من أهمية بالغة كحدث كان له اكبر الاثر فى تغيير مجريات الدعوة. وتذكر الهجرة النبوية كافة المسلمين شعوباً ومجتمعات، وأقطاراً في الوقت الراهن بالمعاني والدلالات التي استمدت منها الحضارة الإسلامية ملامحها كأول حضارة حملت إلى الإنسانية إشعاعات النور والمعرفة، وآفاق الخير والتسامح والسلام والعدل والمساواة. ويتجاوز عدد ابناء الامة الاسلامية في العصر الراهن المليار وثلاثمائة مليون مسلم تقريباً عليهم أن يعوا أن أسلافهم وأجدادهم الأوائل، لم يصنعوا ذلك المجد والتاريخ الحافل بالصور المشرقة وأن يحققوا كل ذلك الحضور المتميز إلاّ من خلال الفهم العميق لقواعد الإسلام ورسالته القيمية التي جعلت وحدة المسلمين شرطاً أساسياً لا غنى عنه للحفاظ على مكانتها الفاعلة ودورها المؤثر على مر الحقب التاريخية.