نقلا عن : الاهرام 21/10/07 لماذا المصريون دون جميع مسلمي الأرض في العمرة والحج تتزايد مشاكلهم وترتفع حدتها عاما بعد آخر بينما شعوب العالم المسلمة بشرقه وغربه تؤدي مناسكها في سلامة وهدوء وطمأنينة.. الحل ليس سحريا, بل يعود أساسا للنظام واحترام المشاعر والقوانين والالتزام بتطبيقها بدقة وعن اقتناع وليس بأسلوب الفهلوة فالمصريون الذين كانوا علي مدي التاريخ قدوة في سلوكياتهم وتصرفاتهم وسلوكهم . بكل أسف أساء الكثير من المعتمرين لنا جميعا افترشوا واقاموا اقامة كاملة بالأدوار العليا من الحرم المكي الشريف وساحاته تحت دعوي الاعتكاف نوما وأكلا واقامة كاملة دون خلق الله وامتدت ظاهرة الافتراش والاقامة الكاملة الي ساحات الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة وتحولت اسوار الحرمين الي شماعات شنط وبطاطين للمعتمرين المصريين الي جانب تصرفات أخري لاتليق بمن استطاع اليه سبيلا ويملك آلاف الجنيهات لأداء مناسك العمرة والحج . في حواري مع الدكتور فؤاد عبد السلام الفارسي وزير الحج السعودي ووزير الإعلام الأسبق والمحب لمصر بعد ضوابط الحج والعمرة وإلغاء التأشيرات الفردية والتي تطبق علي جميع الجنسيات وليس المصريين فقط كانت المفاجآت تخلف أكثر من35% من المعتمرين المصريين عن العودة للبحث عن عمل غير شرعي أو للاختفاء بعد العمرة الرمضانية لأداء الحج, وللأسف تخصصت شركات مصرية وجميعات في اختراق القوانين واستغلال الأبرياء. في المقابل نجد ان شعوب العالم المسلمة تؤدي المناسك براحة ونظام ويسر بلا مشاكل بعد ان أوكلت مهمة العمرة والحج لهيئات وشركات سياحية متخصصة في السياحة الدينية تقدم برامجها لأداء الفريضة بمستويات متعددة تلبي حاجة جميع الراغبين ومستوياتهم المادية وأمامنا تجارب حجاج دول شرق آسيا وايران وغيرهم.. التزام.. انضابط. واحترام واستمتاع بأداء المناسك في هدوء دون تسول وافتراش لساحات الحرمين والأخطر هو أن الجميع يعرف المشكلة والتي تبدأ باستغلال بعض شركات السياحة والجمعيات التي لاتلتزم بتوفير أماكن اقامة وبرامج للمعتمرين والحجاج وتتركهم في العراء بلا مأوي تحت دعوي رخص التكاليف إلي جانب مشاكل النقل برا وجوا وبحرا. أمام ذلك ونحن مقبلون علي موسم الحج لابد من تنظيم دقيق للسياحة الدينية بمختلف مستوياتها وخاصة حجاج الجمعيات والسياحة والداخلية, ايضا بالبدء في تنظيم حملات للتوعية بآداب وسلوكيات المناسك ولايقتصر عمل شركات السياحة علي الحج الفاخر والعشر نجوم, بل لابد ان تتعدد المستويات للفقراء والأغنياء وأن تبدأ من الآن مهمة البعثة الرسمية للحج في الإعداد للموسم ولايقتصر عملها علي الأيام القليلة قبل الحج الأكبر بعرفات وأن تعمل من الآن علي حل مشاكل الأعوام الماضية المتراكمة حتي لاتتكرر.