إذا كنت من أنصار السناتور باراك اوباما سجل رقم 62262 وهي اسم اوباما بالانجليزية – على الهاتف الجوال واكتب «اذهب». واذا كنت من مؤيدي السناتور هيلاري كلينتون فسجل رقم 77007 على الهاتف، ثم اكتب «انضم». اما اذا كنت من مؤيدي السناتور السابق جون ادواردز فسجل رقم 30644 ثم اكتب «اليوم». فقد انضمت مجموعة صغيرة ولكن متزايدة من المرشحين الرئيسيين، كلهم من الديمقراطيين، الى رسائل الجوال المكتوبة عبر الهاتف. فمع التقديرات التي تشير الى ان ثلاثة ارباع الاميركيين يملكون هواتف جوالة بالاضافة الى اكثر من 15 مليار رسالة مكتوبة شهريا فإن الحملات الانتخابية تعتقد انها تقنية لا يمكنهم الا استغلالها. وذكر مساعدو اوباما، وهو احدث من انضم الى حملات الهاتف الجوال، انهم سيستخدمون رسائل الجوال المكتوبة لتنظيم الاحداث وحث الانصار على التبرع بالمال. وقبل ساعات من ندوة للحزب الديمقراطي في جامعة هاورد، بعثت حملته برسالة: «نقاش الليل! شاهد باراك اوباما...». ويوضح جو بروبارس مدير الاعلام الجديد في حملة اوباما «هاتفك الجوال هو الجهاز التكنولوجي الوحيد الذي تحمله معك طوال الوقت». واوضح بروبارس، الذي يشرف على حملة الجوال، التي بدأت قبل عدة ايام، «الحقيقة هي، انني لا اعتقد بوجود حملة او منظمة سياسية تقدر كيف تستخدم مثل هذه التكنولوجيا بذكاء. سيحدث الكثير من التجارب». ومع التجارب في مجال رسائل الجوال المكتوبة فإن الحملات الانتخابية تستفيد من الشركات والمؤسسات التي لا تسعى للربح، الكبيرة والصغيرة، التي استخدمت تلك الرسائل لنقل دعايتها الى السكان. فشركة كوكاكولا تستخدم رسائل الجوال المكتوبة في برنامج للترويج يحظى بشعبية كبيرة. ومع انتشار الهواتف الجوالة فإن بعض النقابات مثل مجلس النجارين في شمال غرب المحيط الهادئ تستخدم تلك الرسائل لتنظيم تجمعات في مواقع العمل. كما طبقت بعض برامج التلفزيون مثل برنامج «اتفاق او لا اتفاق» نموذج «معبود الجماهير الاميركي»، حيث يستخدم المشاهدون رسائل الجوال المكتوبة للتصويت. وقالت جمعية التسويق المتحرك، التي تنظم اعلانات الهاتف الجوال ان 30 في المائة من الاميركيين استخدموا «الرسائل المكتوبة للمشاركة في التصويت على برامج تلفزيونية في العام الماضي». ورسائل الجوال المكتوبة ليست مجانية. ويتراوح السعر ما بين دفع ثمن الرسالة المستخدمة الى اشتراك شهري. وقد انطلق استخدام تلك الرسائل في عام 2002، عندما خفضت شركات الهاتف الجوال الاميركية الاسعار وجعلت من السهل ارسال رسائل، بدأت بعض البرامج التلفزيونية مثل «معبود الجماهير» تطلب من الجماهير التصويت عن طريق الرسائل المكتوبة. ويوضح تيم تشامبرز الشريك لشركة «ميديا فيفتيز غروب»، وهي شركة جديدة تركز على المساحات السياسية في الهاتف الجوال «الطريقة التي افكر بها في الموضوع، هي اننا اذا ما استطعنا دعم المتسابقين في معبود الجماهير بإرسال رسائل مكتوبة، فلماذا لا ندعم مرشحنا للرئاسة؟». وتشامبرز هو مؤلف مشارك في دراسة بعنوان «الاعلام المتنقل في سياسة القرن الواحد والعشرين»، لحساب معهد «نيو بوليتكس»، وهو مركز ابحاث تقدمي، وكان حتى العام الماضي نائبا لرئيس شركة سوني بيكتشرز ديجيتل وشركة سوني في اميركا. وهناك بعض الامثلة المحدودة على استخدام السياسيين الاميركيين لهذه التكنولوجيا. فحاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزنجر والسناتور السابق ريك سانتورم من الحزب الجمهوري، استخدما الرسائل المكتوبة في حملات اعادة انتخابهما. الا ان افضل الامثلة موجودة في حملات الانتخابات الرئاسية، خارج الولاياتالمتحدة، في الفلبين وكوريا الجنوبية واسبانيا. فبعد النتائج المفاجئة للانتخابات الاسبانية في مارس 2004، عندما صوت الناخبون الذين جرى تنظيمهم عبر الرسائل المكتوبة على اسقاط حكومة الحزب الشعبي، كان عنوان الخبر في صحيفة «هيرالد تربيون» الدولية «الهاتف الجوال ربما أمال الميزان في الانتخابات الاسبانية: ثورة الرسائل المكتوبة». ويوضح تشامبرز «عندما يتعلق الامر بالهاتف الجوال هنا في الولاياتالمتحدة فإن كل هذه الطاقة المحتملة تنتظر لتصبح طاقة متحركة». وحتى الآن يستخدم المرشحون الديمقراطيون الرسائل المكتوبة بطرق مختلفة. فادورادز وهو اول مرشح يشن حملة عبر الجوال، بعث برسائل يحث انصاره على الانضمام الى برنامج اميركا الشابة. والتوقيع على عريضة لإنهاء الحرب في العراق. وفي الاسبوع الماضي شنت حملته دعوة للتبرع بدأت برسالة مكتوبة واعقبها برسالة صوتيه مسجلة من ادواردز نفسه. اما هيلاري كلينتون فقد اعلنت حملتها «الجوالة» في منتصف شهر مايو (ايار) الماضي، وبعثت برسالتين، واحدة عن ظهورها في نقاش واخرى تحث الانصار على التصويت على افضل اغنية للحملات. وواجهت حملتها مشكلة تكنولوجية في البداية. فعندما بعث جوستين اوبرمان وهو خبير في مجال ادخال الهواتف الجوالة في المجال السياسي، برمزه البريدي الى 70077، كان الرد الذي تلقاه هو عنوان عيادة طبية. وقد تم اصلاح المشكلة. وبعث اوباما برسائل الكترونية الى انصاره عن حملته «الجوالة» وطلب منهم تسجيل strk وعنوانهم البريدي للحصول على ملصق مجاني لأوباما وهي طريقة اخرى لتجديد وزيادة حجم قائمة الحملة البريدية. وبالاضافة الى ذلك، يقدم اوباما سبع دقات هاتف خاصة. ويمكن للمؤيدين ارسال دقاتهم وخلفيات الشاشة الخاصة بهم، ويمكنهم ارسال اسئلة بخصوص الرعاية الصحية، على سبيل المثال، والحصول على رد فعل من مجموعة صغيرة من المتطوعين والموظفين. وفي خلال ساعة، إن لم يكن عدة دقائق تحصل رسالة بخصوص «العراق؟» على الرد التالي «باراك كان ضد الحرب بقوة منذ عام 2002».