توافدت الجماهير اليمنية وشباب الثوار منذ صباح الجمعة إلي العاصمة صنعاء تمهيدا لتنظيم مليونية عقب صلاة الجمعة بشارع الستين -اكبر شوارع العاصمة - وساحة التغيير تحت شعار " إطلاق المعتقلين " بهدف تأييد مبادئ الثورة السلمية والمشاركة فى مسيرات حاشدة للمطالبة بسرعة إطلاق سراح المعتقلين، وللتأكيد على استمرار الثورة ومحاكمة القتلة وتعبيراعن تطلعهم للسير قدما في تنفيذ المبادرة الخليجية وأليتها المزمنة . كما تهدف المليونية الى ابراز قوة شباب الثورة أمام المجتمع المحلى والدولى وتأثير شباب الثورة على الشارع اليمنى والمطالبة بإعادة هيكلة الجيش اليمنى على اسس فنية وعسكرية وعلمية ومهنية ووطنية بعيدا عن المعايير الأسرية والمناطقية والمذهبية التي اعتمدها النظام السابق في بناء القوات اليمنية والولوج فى الحوار الوطنى فى إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة . وفى المقابل كان حزب المؤتمر الشعبي العام اليمنى الذى يرأسه على عبد الله صالح قد قرر فى وقت سابق رفع اعتصاماته من الساحات بالعاصمة صنعاء بمناطق عصر ومدينة الثورة الرياضية وميدان التحرير حرصا من حزب المؤتمر أن يبدأ أولا بتقديم التنازلات وتهدئة الأمور وتهيئة الأجواء أمام الحوار الوطني الشامل لإخراج اليمن من الأزمة وتهيئة الأجواء أيضا لتدفق المساعدات والاستثمارات إلى اليمن، لافتا النظر إلى ضرورة التزام كافة الاطراف بذلك . وكانت منظمات حقوقية تعمل فى اليمن قد رصدت فى تقارير لها إن اجمالي جرائم الاعتقال والاختطاف والاخفاء القسري الذى رصدته من قبل المنظمات الحقوقية في صنعاء فقط قد بلغ أكثر من 2500 حالة تنوعت بين اعتقال واختطاف وإخفاء قسري شملت الأطفال والنساء والرجال مدنيين وعسكريين منهم اكثر من 500 شخص مختفين قسرا لايعرف مصيرهم. واشارت المنظمات إلى ان ممارسات التعذيب النفسي والجسدي التي تعرض لها المختطفون والمعتقلون قد تسببت بالكثير من الامراض الجسدية بسبب حقنهم بمواد غريبة على أجسادهم إضافة للتعذيب . وفي سياق متصل، قالت اللجنة القانونية بساحة التغيير بصنعاء مؤخرا انها تابعت قضايا المعتقلين والمختطفين في السجون حسب بلاغات أسرهم المقدمة لديها و قد تم الإفراج عن بعضهم وتبقى البعض الآخر ، واوضحت اللجنة في بيان لها انها تلقت أسماء المعتقلين وهم (31) سجينا في جهاز الأمن السياسي كما يوجد (30) سجينا في سجون الحرس الجمهوري و(48) سجينا في قيادة الحرس وهناك من لا يعرف مصيرهم أحياء أو أموات . يأتى ذلك بالتزامن مع حراك ونشاط ملحوظ لتهيئة الاجواء فى اليمن لعقد مؤتمر الحوار الوطنى فى إطار المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية حيث تم تشكيل لجنة فنية تحضيرية عليا للمؤتمر الوطني الشامل تشارك فيها كافة اطياف مكونات المجتمع اليمني من احزاب وقوى سياسية وثقافية واجتماعية . وأكد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي في هذا الصدد أن هذه المسئولية مسئولية وطنية كبيرة وعلى الجميع تحمل المسئولية الوطنية على اساس ومنطلق المصلحة الوطنية العليا تجاه ابناء اليمن جميعا من جنوبه الى شماله ومن غربه الى شرقه .