لأسباب غير معروفة انضم عدد كبير من الثوار وأشباه الثوار إلي مواكب الفلول في الفترة الأخيرة.. تراهم الآن علي شاشات التليفزيون وقد تحولوا إلي ابواق تدق الطبول وتدافع عن الفلول ولا يتردد بعضهم عن إعلان ذلك. وقد ظهرت هذه الصورة بوضوح بعد قرار المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب فإندفع الأعضاء من الثوار السابقين إلي فضائيات رجال الأعمال يتسابقون دفاعا وهجوما وربما كان السبب في ذلك ان مولد الثورة قد انتهي ولابد من البحث عن مولد آخر وغنائم أخري فالنيل يحمل الماء النقي ويحمل الأشلاء والشوائب. ولا شك ان هذه المواقف كشفت وجوها كثيرة لم تكن لها علاقة بالثورة أو الثوار لأن قطار الثورة حين إنطلق هبطت عليه أسماء كثيرة لم نسمع عنها من قبل بل اتضح بعد ذلك انها كانت ضمن قوائم لجنة السياسات وكانت لها علاقات مريبة مع النظام السابق ورجال الأعمال والحزب الوطني المحلول. لم يكن لهؤلاء تاريخ سابق في مواجهة نظام ما قبل الثورة هناك حركات معروفة حملت راية المعارضة قبل الثورة مثل حركة كفاية و6 ابريل وعلي مستوي الإعلام والصحافة كانت هناك اقلام وشاشات ورموز قاموا بدور كبير في محاربة فلول الفساد قبل ثورة يناير ولكن هناك أسماء لحقت بالثورة بعد ان نجحت وأطاحت برأس النظام وهناك أسماء أخري تمرست علي هذه الطريقة وهذا الأسلوب مع كل شئ جديد. ولكن المؤسف ان تجد الآن من يهاجم الثورة ويلعن الثوار لأنه لجأ إلي مكان آمن لدي أحد رجال الأعمال أو مع فضائية أو صحيفة أو سوبر ماركت إعلامي.. إذا كانت الثورات تكشف معادن الشعوب وتخرج أجمل ما فيها فإنها ايضا تكشف المتسلقين وكذابي الزفة والراقصين علي الحبال وما أكثرهم. علي الشاشات الأن برامج تستطيع ان تشاهد فيها تقلبات ومواقف عدد كبير من الأسماء تجدهم ثوارا وضد الثورة ومع الشعب وضد الشعب ومع كل لون وفي أي إتجاه. ولأننا شعب يجيد صناعة الطغاة والفراعين بدأ السرك الإعلامي وفرقه الموسيقية يعزف اللحن لكل قادم جديد. * نقلا عن صحيفة الاهرام