قال السفير الدكتور محمد محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية أن المنطقة العربية تمر بمنعطف خطير على كافة المستويات والأصعدة جراء الأزمات المالية والاقتصادية العالمية وأزمة دول اليورو وحرب العملات وتذبذب أسعار النفط وتصاعد أسعار الغذاء والآثار الاقتصادية التى أصابت دول الربيع العربى. وقال الربيع - فى كلمته فى افتتاح الدورة ال94 لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية - "الأمة وإن خسرت معركة النهضة الصناعية فقد اكتسبت من أدوات عالم المعرفة الجديد العقول المتوقدة وتقنية المعلومات والإصرار وقوة الإرادة والتطلع العميق للشباب لتحقيق نهضة الأمة". واكد على أهمية وضرورة تحقيق التكامل الاقتصادى العربى وصولا إلى الهدف المنشود وهو تحقيق الوحدة الاقتصادية العربية. وحيا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية على دعوته الوحدوية لتحقيق الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجى وقال "دول الخليج العربى طبقت السوق الخليجية المشتركة اقتصاديا وها هى اليوم تتجه خطوة متقدمة أخرى نحو تحقيق الوحدة الشاملة بين دولها". ونبه إلى أن التجمعات العربية التى نراها على الساحة العربية هى تجمعات إيجابية تؤكد أن روح الوحدة ما زال يرفرف فى بعض دول الوطن العربى. وأعرب عن تمنياته فى أن تتحد الدول الأعضاء فى مجلس الوحدة الاقتصادية وأن نحمى هذه التجربة التى تعود لأكثر من 54 عاما مضت. وقال إن الأمانة العامة لمجلس الوحدة تتقدم بهذه المبادرة لدراستها من قبل الدول الأعضاء فى مجلس الوحدة الاقتصادية وغيرها من الدول غير الأعضاء والغنية بمواردها البشرية والاقتصادية والطبيعية وهى وإن توحدت ستكون الاكثر حظا بين التجمعات العربية بل والإقليمية وستكون صاحبة الريادة فى تحقيق التكامل الاقتصادى العربى المنشود فى اتجاه تحقيقها والبناء عليها حتى لا تكون الدول شتاتا بين تجمعين خاصة وأن الأمانة العامة تشعر بأن المشهد الاقتصادى العربى الراهن يعانى من اختلالات على المستوى الاقتصادى العربى الشمولى وعلى المستوى الاقتصادى القطاعى. وأكد السفير الدكتور محمد محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية أن هدف التكامل الاقتصادى ونواته اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية والسوق المشتركة تتعرض لصدمات بات تشكل تحديا حقيقيا. وقال "الاقتصادات العربية باتت تتعرض لموجة التحررية الاقتصادية غير المنضبطة بكل أبعادها المناهضة لمسيرة التكامل الاقتصادى.. فعمليات التفكيك والبعثرة الاقتصادية والنزعة القطرية العاتية تشكل أحد أبرز الاختلالات التى يعانى منه المشهد الاقتصادى العربى الراهن.. ناهيك عن فقدان الأمن الاقتصادى بأشكاله المختلفة". وحذر من أن مستقبل الاقتصاد العربى مهدد بفقدان السيطرة من خلال اقتصاد العولمة وهيمنة الشركات متعددة الجنسية ودرجات التحررية بمفاعيلها السلبية. وأضاف أن الشباب العربى لديه حماس شديد للتحول على المدى المتوسط والطويل تحولا يتجاوز مجرد إعادة توزيع الثروات والسلطة السياسية بل إلى بلورة نموذج اقتصادى واجتماعى جديد يتخذ منظورا واسعا فالشباب ينشد عدالة اجتماعية عدالة تناجز الفقر بالعمل المنتج وتؤذن برفع خيم الاحتلال عن القدس الشريف وفك أنياب الحصار عن غزة وإنشاء مناخ الوئام بين الفصائل الفلسطينية عبر اتفاق القاهرة. وعرض السفير الربيع تقريرا حول نتائج ونشاط أعمال الدورة السابقة وما قامت به الأمانة العامة لمجلس الوحدة اقتصادية من أعمال خلال الفترة من ديسمبر الماضى وحتى شهر مايو الماضى. وكانت أعمال الدورة الجديدة لمجلس الوحدة الاقتصادية قد بدأت بإجراءات تسليم أعمال الدورة من اليمن إلى المملكة الأردنية الهاشمية والقى سفيرا البلدين السفير محمد محمد الهيصمى والسفير بشر هانى الخصاونة كلمات بهذه المناسبة. ووجه الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التهنئة لمصر لتنظيمها انتخابات حرة ونزيهة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقال "اجتماعات الدورة ال 94 لمجلس الوحدة الاقتصاديةة تتزامن مع فعاليات العرس الديموقراطى فى جمهورية مصر العربية لأول انتخابات حرة نزيهة لاختيار رئيس الجمهورية". وأضاف أن هذه الانتخابات جاءت بعد أن سطرت ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة بأحرف من نور خيارات الشعب المصرى العظيم.