بالنسبة إلى الكثيرين في جنوب افريقيا فان مجرد الإشارة لأن اللحوم قد تسبب السرطان قد يكون مدعاة للسخرية والمساس بالتقاليد المرعية في بلد يشتهر بحفلات الشواء في الهواء الطلق التي يشارك فيها البيض والسود على حد سواء كأحد أنماط الحياة. وقال أهالي جنوب افريقيا في رد فعلهم على تقرير لمنظمة الصحة العالمية صنف لحوم الأبقار والضأن والخنازير على انها قد تسبب السرطان إنهم سيجازفون بتعريض أنفسهم للخطر بدلا من ان يديروا ظهورهم لهذه العادة الاجتماعية المتأصلة في ثقافتهم المحلية. يرجع عهد حفلات الشواء في الهواء الطلق التي يسمونها "براي" إلى المستوطنين الهولنديين في القرن السابع عشر لكن هذه العادة شاعت عبر القرون الثلاثة التالية بين مختلف أعراق البلاد كعادة غذائية ترفيهية مع الاصدقاء وأفراد الأسرة. وقال جان سكالينز -مؤسس حملة لتحويل عطلة يوم التراث التي توافق 24 سبتمبر من كل عام الى العيد الوطني "للبراي"- إنها عادة "يعشقها سكان جنوب افريقيا إذ ترسخ أواصر المودة بينهم أثناء التحلق حول النيران ولحوم البراي. يخالجني قدر كبير من الشك في ان مثل هذا البحث سيكون له أي تأثير على ذلك." ويؤيد مبادرة عيد البراي القس الجنوب افريقي ديزموند توتو أحد أبرز المناهضين لنظام الفصل العنصري والحائز على جائزة نوبل للسلام الذي رسخ هذه العادة بوصفها قوة من أجل التوحد في جنوب افريقيا متعددة الأعراق. واجمالا يستهلك المواطن الجنوب افريقي 60 كيلوجراما من اللحوم سنويا بارتفاع عن المتوسط العالمي البالغ 42 كيلوجراما. وبالنسبة إلى القادرين على شراء اللحوم في جنوب افريقيا لاسيما الحمراء منها فانها تعتبر سيد المائدة فيما يطلق أهالي جنوب افريقيا على من يقتصر طعامهم على لحوم الدجاج بانهم نباتيون. كان الخبراء قد خلصوا في الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى ان تناول اللحوم المصنعة والمحفوظة مثل النقانق واللحوم المقددة ولحوم الخنزير وغيرها يمكن أن تسبب سرطان القولون والمستقيم لدى البشر كما ان اللحوم الحمراء تعتبر سببا مرجحا للاصابة بالمرض. وكانت المراجعة التي أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومقرها باريس التابعة لمنظمة الصحة العالمية قد صنفت اللحوم المصنعة على انها "مسببة للسرطان لدى البشر" وذلك في الفئة الاولى من قائمتها المسببة للمرض التي تشمل ايضا التبغ والحرير الصخري (الاسبستوس) وهي مواد توافرت بشأنها أدلة كافية.