اعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية الثلاثاء ان قرار الرئيس الباكستانى برويز مشرف السبت بفرض حالة الطوارئ يندرج فى اطار سيادة باكستان الوطنية ، رافضة الادانات الدولية الكثيرة الصادرة عن المجتمع الدولى . وأكد الرئيس الباكستانى ان الانتخابات العامة ستجرى فى أقرب وقت ممكن من موعدها ، وشدد أن الحكومة الباكستانية ستنجح قريبا فى استعادة الثقة فيها رغم الاضطرابات التى تشهدها البلاد . وكان مشرف قد تحدى الضغوط الأمريكية عندما فرض حالة الطواريء السبت واعتقل مئات من المعارضين السياسيين.ووجه اعلان مشرف حالة الطواريء ضربة محرجة الى بوش بان ألقت شكوكا ليس فقد على دعمه غير المحدود للزعيم الباكستاني بل ايضا مسعاه الاوسع الداعي الى الديمقراطية في العالم الاسلامي. من ناحية أخرى ، حث الرئيس الامريكي جورج بوش الرئيس الباكستاني برويز مشرف الاثنين على رفع حالة الطواريء واجراء انتخابات حرة ، لكنه لم يصل الي حد التهديد بقطع معونات امريكية بمليارات الدولارات. وفي أول تصريحات علنية حول الأزمة في باكستان ، قال بوش بعد محادثات في البيت الابيض مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "نتوقع ان تجرى الانتخابات هناك في اقرب وقت ممكن وان يتخلى الرئيس عن زيه العسكري... املنا ان يستعيد الديمقراطية بأسرع ما يمكن." لكن الرئيس الامريكي خفف من تعليقاته بان أوضح ايضا ان مشرف "مقاتل قوي ضد المتطرفين والمتشددين... الذين حاولوا قتله ثلاث او اربع مرات." ويحاول بوش السير بحذر في طريق صعب بين انتقاد مشرف للانتكاسة التي احدثها في تحول باكستان الى الديمقراطية وبين استعداء زعيم تعتبره الادارات الامريكية حليفا حيويا في مقاتلة القاعدة وطالبان. وفى السياق ذاته ، اجرت رايس اتصالا هاتفيا مع مشرف الاسبوع الماضي لكنها فشلت في اثنائه عن المضي قدما في فرض حالة الطواريء التي تتضمن تعليق الدستور وتطهير المحكمة العليا من معارضيه. وقوبلت تلك الحملة بانتقادات دولية. وقال بوش "في الفترة السابقة على قراره اوضحنا ان اجراءات الطواريء هذه ستقوض الديمقراطية." وقالت واشنطن انها تراجع كافة المعونات الى باكستان رغم ان أي قطع او تخفيض لها قد يخاطر بتقويض تعاون باكستان في مكافحة الارهاب ، واعطت الولاياتالمتحدةباكستان معونات قيمتها 10 مليارات دولار في السنوات الخمس الماضية. وقال مسؤول امريكي كبير ان ادارة بوش تشعر بتفاؤل لتأكيد الحكومة الباكستانية الاثنين انها ستمضي قدما في اجراء انتخابات عامة بحلول منتصف يناير كانون الثاني. وتعهد مشرف ايضا بالتخلي عن دوره العسكري في باكستان التي لديها اسلحة نووية وان يصبح رئيسا مدنيا. لكن لم يتضح متى سيرفع مشرف حالة الطواريء التي يصر على انها ضرورية لاحباط هيئة قضائية مناوئة وتصاعد انشطة المتطرفين الاسلاميين