عبد الحليم حافظ أو "العندليب الأسمر" كما يسمونه اسم له رنينه الخاص في آذان الملايين على الرغم من رحيله منذ 35 عامًا، وكأنه شمعة دائمة الإضاءة في عالم الغناء، وسيمفونية جميلة تتغنى بها الأجيال على الرغم من ظهور الكثيرين في مجال الفن الغنائي، والسبب البصمة المُميزة لصوته وأدائه ذات الطابع الخاص في أغانيه العاطفية والوطنية والشعبية وحتى الدينية. فمنذ رحيل عبد الحليم حافظ وإلى الآن لم يكن هناك شعور بغيابه، فلم يكن مُطرباً كباقي المطربين بل كان ظاهرة أدائية كبيرة ومعجزة غنائية واضحة وعقلية فنية متفردة، ذلك الفتي النحيل الذي عرف طريقه إلى وجدان الناس فعاش معهم وبهم حكاية حب طويلة. يُعد عبد الحليم حافظ من أبرز أعلام الفن الغنائي الذي زخر التاريخ بأسمائهم، على الرغم من أن فترة ظهوره على الساحة الغنائية أو حتى فترة تألقه الفني لم تشهد صورًا من التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم الآن، سواء على مستوى الآلات الموسيقية أو على مستوى آلات تحسين الأصوات أو غيرها من الأدوات التي لها تأثيرها في الغناء، بينما الأداء الجيد والإحساس وحُبه للغناء هو كان الأساس في ظهور اسم "عبد الحليم حافظ" في ساحة الفن الغنائي، والتي تأثر بها الناس على مستوى أعمارهم وأطيافهم المختلفة. قدم عبدالحليم مختلف قوالب الأغنية ما بين الخفيفة والإيقاعية القصيرة والدرامية الطويلة والاستعراضية والقصة والأوبريت والموال والأغنية السينمائية، كما قدم الأغنية الرومانسية والوطنية والدينية والاجتماعية والوصفية والشعبية،وقد امتازت جميعها بالصدق والاحساس والعاطفة، شاركه فيها نخبة مُتميزة من المُلحنين، أمثال رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب - وهو شريكه في شركة صوت الفن - ومحمد الموجي وكمال الطويل، وقد كان عبد الحليم والموجي والطويل ثلاثيًا لا يفترق، كما لحن له بليغ حمدي، وإذا كان قد غنى لكبار الملحنين فقد غنى لكبار الشعراء أمثال نزار قباني، وإيليا أبو ماضي، وصلاح جاهين، وكامل الشناوي، ومرسي جميل عزيز.