تجددت الخميس المعارك بالاسلحة الثقيلة في مقديشو بين القوات والاثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة من جهة وعناصر مسلحة يعتقد أنها تابعة للمحاكم الاسلامية في الصومال من جهة أخرى . في مؤتمر صحفي الخميس، صرح علي محمد جيدي رئيس الوزراء الصومالي بأنه بعد معارك طاحنة تمكنت القوات الإثيوبية من السيطرة اليوم على معاقل للمتمردين في شمال مقديشو. وأضاف جيدي: "القتال أشرف على الانتهاء في مقديشو ضد متمردي القاعدة، ونحن الآن نقوم بمطاردتهم وطردهم". وأفاد سكان العاصمة الصومالية أن ارتال الدبابات الاثيوبية انتشرت في شمال المدينة وقصفت كما في الايام السابقة عدة مواقع مما ادى الى اندلاع حرائق وتدمير عدة منازل ومحال تجارية، فيما رد المسلحون بإطلاق قذائف هاون واطلاق نيران من أسلحة اتوماتيكية.. ووصف السكان المعارك بانها الاعنف منذ بداية الشهر الحالي. وبدأ الجيش الاثيوبي في 17 من ابريل/ نيسان هجوما واسعا في العاصمة لاخراج عناصر المحاكم الاسلامية التي أطاحت بها حرب شنتها اثيوبيا لدعم الحكومة الصومالية المؤقتة في ديسمبر الماضي بعد أن كانت المحاكم تسيطر على معظم اجزاء الصومال حيث نجحت في إرساء نوع من الاستقرار بهذه البلاد التي تشهد حربا اهلية منذ عام 1992م. واظهرت حصيلة مساء الاربعاء صادرة عن منظمة صومالية غير حكومية ان المعارك اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 329 قتيلا غالبيتهم العظمى من المدنيين . وكان الجيش الاثيوبي شن في نهاية اذار/مارس هجوما اول. واسفرت هذه المعارك عن سقوط اكثر من الف قتيل على ما افاد السكان المحليون، بينما هرب ثلث سكان العاصمة خلال شباط/ فبرابر على ما تفيد الاممالمتحدة. تقرير: التدخل الامريكي الاثيوبي في الصومال جاء بنتيجة عكسية في غضون ذلك، أفاد تقرير وضعه معهد الدراسات البريطاني "شاتام هاوس" أن التدخل العسكري الاثيوبي الأمريكي في الصومال اعاق الجهود الدولية الرامية إلى ارساء الاستقرار في هذا البلد. وقال التقرير: "تم نسف الجهود الحقيقية متعددة الطراف الرامية الى دعم عملية اعادة الاعمار والتاهيل في الصومال من خلال الأعمال الاحادية الجانب لأطراف دولية أخرى خصوصا اثيوبيا والولايات المتحدة." وقال الباحثان سيدريك بارنز وهارون حسن من معهد الدراسات البريطاني انه من المرجح أن يعود نظام المحاكم الاسلامية مجددا الى السلطة. وقالا ان الشعب الصومالي لا يثق بالحكومة وانها لا تمثل مصالح الفئات الصومالية المختلفة." وأضافا "إن زعماء الحرب والحكومات المتعاقبة وصلت الى سدة الحكم ورحلت الا انه كان لنظام المحاكم الاسلامية نوع من الدعم الشعبي."