مصدر حكومي يكشف حقيقة التعديلات الوزارية وتشكيل الحكومة الجديدة    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الآخير.. سعر الذهب اليوم الإثنين 10-6-2024 بالصاغة    استعدادا لافتتاحه.. وزير النقل ومحافظ أسوان يتابعون جاهزية محور بديل خزان أسوان    أشرف صبحي يشيد بدراسة أبو هشيمة.. ووزارة الاتصالات تعد مشروع قانون لإدارة وتداول البيانات    تراجع سعر صرف اليورو إلى ما دون 95 روبل لأول مرة منذ 16 يناير    وزيرة الهجرة تبحث مع الرئيس التنفيذي للغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة سبل التعاون المشترك    40 شهيداً و218 إصابة فى 5 مجازر إسرائيلية بغزة    فى مستهل جولته .. وزير الخارجية الأمريكى يصل إلى القاهرة لبحث الهدنة فى غزة    النتائج الرسمية تؤكد فوز حزب التجمع الوطني اليميني في فرنسا بانتخابات البرلمان الأوروبي    سويسرا تؤكد حضور 90 دولة ومنظمة مؤتمر السلام بشأن أوكرانيا منتصف يونيو    «يامال وجولر».. مواهب برشلونة وريال مدريد يترقبان الظهور الأول في «اليورو2024»    وفاة طالب ثانوية عامة داخل لجنة في حدائق القبة (تفاصيل)    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح آداب ذبح الأضاحي في عيد الأضحى (فيديو)    مدرس الجيولوجيا صاحب فيديو مراجعة الثانوية أمام النيابة: بنظم المراجعات بأجر رمزي للطلاب    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    محافظ كفر الشيخ: تحرير 98 محضر مرور وإشغالات من خلال منظومة الكاميرات    الأهلي يكشف حقيقة العرض السعودي لضم مروان عطية (خاص)    تشكيل الحكومة الجديد.. رحيل وزير شؤون مجلس النواب    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته ببسيون لشهر سبتمبر لاستكمال المرافعات    8 شهداء فى قصف إسرائيلى استهدف منزلا جنوب شرق خان يونس    عرض ولاد رزق 3.. القاضية في أمريكا وبريطانيا ونيوزيلندا.. بطولة أحمد عز    البابا تواضروس الثاني ومحافظ الفيوم يشهدان حفل تدشين كنيسة القديس الأنبا إبرآم بدير العزب    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    أسترازينيكا مصر ومشاركة فعالة في المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي Africa Health Excon بنسخته الثالثة    الصحة تكشف تأثير ارتفاع درجة الحرارة على المواطنين، وهذه الفئات ممنوعة من الخروج    اليوم.. "ثقافة الشيوخ" تفتح ملف إحياء متحف فن الزجاج والنحت بالجيزة    تمهيدا لقصفها.. رسالة نصية تطلب من أهالي بلدة البازورية اللبنانية إخلاء منازلهم    "ربطتها في باب الحمام وهي ميتة وعملت علاقة أكثر من مرة".. اعترافات سفاح التجمع عن "أميرة"    تحمي من أمراض مزمنة- 9 فواكه صيفية قليلة السكر    فنانون حجزوا مقاعدهم في دراما رمضان 2025.. أحمد مكي يبتعد عن الكوميديا    محطات بارزة في حياة زهرة العلا.. تلميذة يوسف وهبي وأهم نجمات الزمن الجميل (فيديو)    "أتمنى ديانج".. تعليق قوي من عضو مجلس الزمالك بشأن عودة إمام عاشور    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    "حقوق إنسان الشيوخ" تستعرض تقارير اتفاقية حقوق الطفل    ابني كان داخل انتخابات مجلس الشعب وقلم عمرو دياب دمره.. والد سعد أسامة يكشف التفاصيل    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يشيد بإسهامات ندوة الحج العملية لخدمة ضيوف الرحمن    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    أبو الوفا: اقتربنا من إنهاء أزمة مستحقات فيتوريا    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    لمواليد «برج الجدي».. اعرف حظك هذا الأسبوع    لميس الحديدي تعلن عن إصابتها بالسرطان    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    بعد قليل، الحكم في طعن شيرى هانم وابنتها زمردة على حكم سجنهما 5 سنوات    سعر الذهب اليوم الإثنين 10 يونيو 2024 وعيار 21 بالمصنعية في أول التداولات    حياة كريمة .. جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    في أول أيامها.. بدء توافد طلاب الثانوية العامة على لجان الامتحانات    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    نتائج أولية: حزب الشعب يتصدر انتخابات البرلمان الأوروبى بحصوله على 181 مقعدا    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاروق جويدة: افتتاح القناة.. ومصر الجديدة
نشر في أخبار مصر يوم 24 - 07 - 2015

من حق المصريين أن يحتفلوا بافتتاح قناة السويس الجديدة لأنها إنجاز حقيقي تحقق في وقت قياسي.. ان انجاز هذا المشروع الضخم في عام واحد يمثل تجربة فريدة جاءت في ظروف تاريخية صعبة وقاسية وهي تؤكد ان النجاح ممكن وان الإنجاز ليس شيئا مستحيلا..
هناك أكثر من قراءة لهذا الإنجاز الذي ينبغي ان نضعه في سياقه الصحيح من حيث الأهمية.. نحن أمام مشروع يمثل تغيرا حقيقيا في فكر الدولة المصرية في البناء والتنمية.. لقد خرج بنا هذا المشروع من تلك الدائرة الجهنمية التي سيطرت على فكر المسئولين السابقين في الدولة والتي قامت على المقاولات وتجارة الأراضي وأعمال السمسرة والتربح وكانت وراء إنشاء طبقة اجتماعية مستغلة شوهت كل مقومات المجتمع المصري فكريا واقتصاديا واجتماعيا.. ان مشروع قناة السويس الجديدة يمثل فكرا جديدا لإعادة بناء وتشكيل منطقة من أهم مصادر الثروة في مصر لم تستغل بطريقة جادة على امتداد عشرات السنين.. هل من المعقول ان تبقى قناة السويس بموقعها وامكانياتها وتاريخها مجرد معبر مائي تمر فيه السفن العالمية مقابل رسوم تدفعها.. هذه المساحة الشاسعة من الأراضي التي يلتقي فيها العالم كله انتاجيا وحضاريا واقتصاديا.. هل يعقل ان هذا الموقع الفريد الذي يجمع مياه بحرين وثلاث قارات هي الأكبر في خريطة الكون وتخرج منه أكبر ثروات التاريخ وهي البترول.. هل تبقى قناة السويس مشروعا مهملا في حياة المصريين كل هذا العمر؟.. ان القضية الآن ليست مجرد مشروع لتوسيع طاقة القناة في استيعاب مرور السفن ولكن الهدف الحقيقي هو ان تتحول هذه المنطقة من أرض مصر إلى مركز اقتصادي يكون أحد أعمدة الدولة المصرية في العمل والإنتاج والتنمية.. ألم يكن من الضروري وهذه الآلاف من السفن العابرة في مياهنا ان تتوقف قليلا وتشتري شيئا أو تبيع أشياء.. ان المشروع الحقيقي الآن ان تتحول هذه المنطقة إلى مركز اقتصادي عالمي فيه الإنتاج حيث تقام المشروعات الإنتاجية الضخمة.. وفيه الخدمات حيث تقام فيه شركات عالمية لتقديم الخدمات البحرية في كل المجالات ابتداء بإنشاء وإصلاح السفن وانتهاء بالتوكيلات الملاحية والسياحية والتجارية.. ان المشروع الأكبر في قناة السويس الآن هو فكر جديد في التنمية والعمل والإنتاج يخرج بنا من هذه الدائرة المغلقة المتخلفة من فكر المقاولات التي وصلت بنا إلى ما نحن فيه.
من واجب المصريين ومن حقهم ان يحتفلوا بافتتاح قناة السويس الجديدة لأنها سوف تستوعب مئات الآلاف من شبابنا الذي دمرته طوابير البطالة أمام حكومات لم تقدر يوما قيمة المواطن وحقه في حياة كريمة عملا وسكنا ودورا واكتفت بأن تكون مجرد سمسار أراضي وشركة مقاولات وعمولات مشبوهة..
ان قناة السويس، الدولة الجديدة، يمكن ان تمثل زلزالا اقتصاديا حقيقيا ليس في المنطقة فقط ولكن في العالم كله.. إنها على بعد خطوات من مصادر البترول.. وعلى بعد أمتار من شرق آسيا حيث الصين والهند واندونيسيا نسور الاقتصاد العالمي القادم.. وهي قريبة جدا من تجارب اقتصادية ناجحة في السعودية والإمارات ودبي ودول الخليج.. وهي نقطة التقاء بين شعوب كثيرة من هذه المناطق حيث شواطئ افريقيا والعالم العربي والبحر المتوسط وأوروبا مكان مذهل وقطعة جغرافية شديدة الأهمية والقيمة والثراء.. ان قناة السويس يمكن ان تكون مدخلا لرخاء حقيقي للشعب المصري إذا توافرت لها الجدية والإخلاص وطهارة الأيدي والنفوس.
إن افتتاح القناة الجديدة يتم ومصر تعيش حالة حرب حقيقية على بعد أمتار منها.. ان جيش مصر يقوم الآن بمسئولية تاريخية في تطهير سيناء من الإرهاب وهذه رسالة للعالم كله في هذا التوقيت بالذات اننا نبني ونحارب في وقت واحد.. اننا نحب الحياة ونعمل من أجلها وهناك إرهاب بغيض يهددنا ويهدد العالم كله بالموت والخراب والدمار.. ان هذه الرسالة التي ترسلها مصر الآن للعالم تحمل أكثر من دلالة.. ان الشعب الذي خرج يوم 25 يناير وأسقط نظاما فاسدا مستبدا هو نفس الشعب الذي خرج في 30 يونيو وخلع نظاما دينيا فاشيا يساند الإرهاب ويدعو للخراب تحت ستار أقدس مقدسات الشعوب وهو الأديان.
إن على الإعلام المصري الآن أن يبرز هذه الرسالة وهي ان ثورة يونيو تمثل مشروعا جديدا لبناء مصر الجديدة وان على العالم ان يحترم إرادة الشعب المصري في اختياراته لبناء مستقبله وان هذا الشعب الذي يخوض معركة ضارية ضد الإرهاب في سيناء يقدم للعالم تجربة فريدة في التنمية والبناء حين يقيم هذا المشروع الضخم في شهور قليلة..
ينبغي ألا نضع مشروع القناة الجديدة في مقارنات مع مشروعات أخرى جاءت في ظروف تاريخية مغايرة تماما.. ينبغي الا نقارن حفل القناة الجديدة بما شهدته مصر في عهود غابرة مثل احتفالات الخديو إسماعيل ونفقاته وبذخه لآن لكل حاكم ماله وما عليه.. وينبغي أيضا ألا نضع احتفالية إنشاء السد العالي في مقارنة مع القناة الجديدة لأن عبد الناصر ليس الخديو إسماعيل والسيسي رجل جاء في ظرف تاريخي ودولي مختلف تماما ويكفي انه وضع طريقا للتنمية الحقيقية وسط خرائب تجتاح العالم العربي كله.
كل الأشياء لابد ان تجئ في سياقها فقد كان الخديو إسماعيل حالما كبيرا وهو يسعى لتكون مصر جزءا من أوروبا التي بهرته.. وكان عبدالناصر يتحدى العالم كله وهو يقيم أكبر سد مائي في العالم في إطار مشروع متكامل للتنمية.. وقد جاء عبد الفتاح السيسي ليقوم بعملية إنقاذ سريعة لبلد كان على حافة الخراب أمام جماعة دينية متسلطة اتخذت من الإرهاب وسيلة لحكم الشعوب.
يستطيع الإعلام المصري ان يخوض واحدة من أفضل وأكبر معاركه مع افتتاح القناة الجديدة وهذا الحشد الكبير من الضيوف من رؤساء الدول وكبار الشخصيات وان ينقل على الهواء صورة مصر حين تبني وتحارب في نفس الوقت.. ينبغي ان تكون المناسبة فرصة تؤكد معركتنا في إنشاء مشروع ضخم في وقت قياسي ومعركة أخرى قريبة جدا تدور في سيناء ضد الإرهاب، ان هذا التداخل قضية على درجة كبيرة من الأهمية اننا نسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء وفي نفس الوقت قادرون على مواجهة الإرهاب وكل أعداء الحياة.
لاشك ان هذه المناسبة يمكن ان تفتح آفاقا جديدة لمشاركة دولية حقيقية تكمل ما شهده مؤتمر شرم الشيخ منذ شهور لتنمية مصر.. إنها فرصة لكي يتعرف العالم على مستقبل هذه المنطقة بحيث نقدم ما لدينا من مشروعات ومقترحات في جميع المجالات وان نسمع ما تطلبه المؤسسات الدولية الكبرى للمشاركة في مشروع تنمية قناة السويس وهو المشروع الأكبر والأشمل.. ان العالم يتجه الآن إلى هذه المنطقة الواعدة ولديه أحلام كبيرة في ان يكون شريكا فيها وهنا يأتي دور الإعلام المصري في تقديم صورة واقعية لما يحمله مشروع تطوير وتنمية قناة السويس.. يدخل في هذا الإطار أيضا مشروع تنمية سيناء بعد ثلاثين عاما من الإهمال حيث تتجه مؤسسات الدولة الآن إلى هذا الجزء العزيز من الوطن الذي تحول إلى وكر لخفافيش الإرهاب أمام الإهمال والتسيب والسلبية.
لابد ان تتحرك هيئة الاستعلامات ومكاتب الإعلام المصري في الخارج والسفارات لتسويق هذا الإنجاز بحيث لا يكون مجرد حفل افتتاح أو مناسبة وطنية عابرة يجب ان تترجم ذلك كله إلى خطط عمل وانتاج وتعاون.
لا أحد يعلم ترتيبات حفل الافتتاح، غير ان عددا من الرؤساء وكبار الشخصيات من دول العالم سوف يشاركون في هذه المناسبة التاريخية.. هناك نصب تذكاري وهو تمثال نهضة مصر في شكل فرعوني على مدخل الضفة الشرقية للقناة، وهناك مجسم للأهرامات وأبو الهول في خلفية تاريخية للاحتفال، وهناك المنصة الرئيسية ومهرجان عالمي للفنون الشعبية تشارك فيه 50 فرقة على 50 سفينة تجارية تمثل حضارة وفنون كل دولة مشاركة، وهناك أيضا سرب من طائرات الرافال الفرنسية يظهر في سماء الحفل لأول مرة.. وقبل هذا كله تعود سفينة مصر التاريخية المحروسة للمشهد بعد سنوات من اعتزالها حيث يستقلها الرئيس السيسي وضيوفه من الرؤساء العرب والأجانب..
كل ما نتمناه ان يكون حفل الافتتاح صورة مشرفة لمصر أمام العالم في بقعة من الأرض تحمل خصائص فريدة في الموقع والأهمية والتاريخ.. ان تاريخا طويلا سوف يشارك في هذه الاحتفالية.. ان دماء الشهداء التي حررت الأرض يوما من الاحتلال وتحررها اليوم من الإرهاب وهذا التاريخ الحافل الممتد في سيناء أرض الأنبياء.. هناك عروض فنية ستقدم في هذه المناسبة أرجو ألا تكون استنساخا لأعمال شاهدناها في أزمنة عبرت وانفقنا عليها مئات الملايين ولم نعد نذكر منها شيئا مثل: اخترناك والشعب وراك وأديها كمان حرية وهذا الفن الساذج الذي لم يبق منه شيئا..
لا أتصور هذا الحفل بدون مشاركة حقيقية من أفراد الأسرة العلوية خاصة ما بقى من أحفاد الخديو إسماعيل بجانب كبار المسئولين في هيئة قناة السويس من المصريين وحتى الأجانب.. وأقدم المرشدين الذين حملوا مسئولية هذا الإنجاز التاريخي وان يكون هناك ممثلون لشهداء سيناء في كل حروبها ابتداء بحرب 56 وانتهاء بنصر أكتوبر وشهداء المعركة ضد الإرهاب وشهداء ثورة يناير..
أتصور أيضا ان يشارك عدد من عشاق قناة السويس من المبدعين والمفكرين والساسة، وفي فرنسا جمعية ضخمة تحمل اسم محبي قناة السويس ولها متحف كبير يضم كل آثار مشروع القناة بالصور والرسوم والوثائق ومن بينهم حفيد ديلسبس وعدد من الشخصيات المصرية والفرنسية..
أتصور أيضا ان يكون أمام المشاركين فيلم وثائقي عن حجم الإنجاز في القناة الجديدة يواكبه فيلم آخر عن المعركة ضد الإرهاب في سيناء وان نقدم كل هذه الصور والوثائق للعالم من خلال إعلام واع يدرك مسئولياته وقبل هذا كله يجب ان نطرح أمام العالم الفكر المصري الجديد في المعنى الحقيقي للتنمية القائم على البناء والرخاء والأمن..
تحية لكل من شارك في هذه الفرحة.. تحية عرفان للشعب المصري الذي قدم كل الدعم لهذه المناسبة التاريخية وتحية تقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب القرار ولجيش مصر العظيم الذي أنجز المهمة في وقت وزمن قياسي وحشود قواتنا المسلحة ومواكبها واللواء الوزير وكل من خطط وشارك من القطاع المدني وشركات القطاع الخاص وتحية للفريق مهاب مميش ورجاله من المسئولين في هيئة قناة السويس.. انها لحظة تاريخية يجب ان نفرح بها ومعها وان تكون ميلادا لزمن جديد تستعيد فيه مصر مكانتها التاريخية لشعب مبدع وقيادة حكيمة وإنسان جديد.
..ويبقى الشعر
مثْلُ النَّوارس ِ..
حينَ يَأتى اللَّيْلُ يَحْمِلُنِى الأسَى
وأحنُّ للشَّط ّ البَعيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
أعْشَقُ الشُّطآنَ أحْيانًا
وأعشَقُ دَنْدنَات الرّيح ِ..والموْجَ العَنِيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
أجْمَلُ اللَّحظَاتِ عِنْدِى
أنْ أنَامَ عَلى عُيُون ِ الفَجر
أنْ ألْهُو مَعَ الأطْفَال فِى أيَّام عيِدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أرَى شَيْئًا أمَامِى
غَير هَذا الأفْق ِ..
لا أدْرى مَدَاهُ.. وَلا أريدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أحبُّ زَوَابعَ الشُّطْآن ِ..
لا أرْضَى سُجُونَ القَهْر..
لا أرْتاحُ فى خُبْز العَبيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أحِبُّ العَيْشَ فِى سَفحْ الجبَال..
وَلا أحِبُّ العشْقَ فى صَدر الظَّلام ِ
وَلا أحِبُّ الموْت فِى صَمتِ الجَليدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
أقْطفُ اللَّحظاتِ مِن فَم الزَّمَان ِ
لَتحتوينِى فَرْحة ٌ عَذراءُ
فِى يَوْم ٍ سَعِيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
تعْتَريِنِى رعْشَةُ.. وَيَدُقُّ قَلبِى
حِينَ تَأتِى مَوْجَة ٌ
بالشَّوْق ِ تُسْكرُنِى.. وأسْكِرُهَا
وأسْألُهَا المزيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
تَهْدأ الأشْواقُ فِى قَلبى قليِلا ً
ثُمَّ يُوقظُهَا صُرَاخُ الضَّوءِ
والصُّبحُ الوَليدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
أشْتَهِى قلْبًا يعانِقُنِى
فأنْسَى عندُه سَأمِى..
وَأطْوى مِحنَة َ الزَّمَن ِالبَلِيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أحَلّق فِى الظّلام ِ..
وَلا أحبُّ قوافِلَ التَّرحَال ِ..
فِى اللَّيْل الطَّريدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أخَافُ الموْجَ
حِينَ يَثُورُ فِى وَجْهِى.. وَيَشْطُرُنِى
وَيبْدُو فِى سَوَادِ اللَّيل كالقَدر العَتيدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أحبُّ حَدَائقَ الأشجَار خَاوَيَة ً
وَيُطْربُنِى بَريقُ الضَّوْءِ
وَالمْوجُ الشَّريدْ
مثْلُ النَّوارس ِ..
لا أمَلُّ مَوَاكِبَ السَّفَر الطَّويل ِ..
وَحِينَ أغْفُو سَاعة ً
أصْحُو.. وَأبحرُ مِنْ جَديِدْ
كَمْ عِشْتُ أسْألُ مَا الَّذى يَبْقى
إذا انْطفَأتْ عُيُونُ الصُّبح ِ
واخْتَنَقَتْ شُموعُ القَلْبِ
وَانكسرَتْ ضُلوعُ الموْج ِ
فِى حُزن ٍ شديدْ ؟!
لا شَىْءَ يَبْقَى..
حِينَ ينْكسرُ الجنَاحُ
يَذوبُ ضَوءُ الشَّمْس
تَسْكُنُ رَفرفَاتُ القَلْبِ
يَغمُرنا مَعَ الصَّمتِ الجَليِدْ
لا شَىءَ يَبْقَى غَيُر صَوْتِ الرّيح
يَحمِلُ بَعْضَ ريشى فَوْقَ أجْنِحَةِ المسَاءِ..
يَعُودُ يُلقيها إلى الشَّط ّ البَعيدْ
فأعُودُ ألْقِى للرّيَاح سَفِينتِى
وأغُوصُ فى بَحْر الهُمُوم ِ..
يَشُدُّنى صَمْتٌ وَئيدْ
وَأنَا وَرَاءَ الأفق ِ ذكْرَى نَوْرس ٍ
غَنَّى.. وَأطْرَبَهُ النَّشِيدْ
كُلُّ النَّوارس ِ..
قبْلَ أنْ تَمْضِى تُغَنّى سَاعَة ً
وَالدَّهْرُ يَسْمَعُ مَا يُريدْ
قصيدة "مثل النوارس" سنة 1996
نقلا عن جريدة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.