اختارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أن تكون إسرائيل هي أولى محطات زيارتها لمنطقة الشرق الأوسط حيث من المقرر أن تلقي الأحد كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، قبل أن تتوجه إلى الأراضي الفلسطينية لعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتعتزم بيلوسي أن تتوجه يوم الثلاثاء المقبل مع الوفد المرافق لها إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد ضاربة بعرض الحائط انتقادات البيت الأبيض والخارجية الأميركية لقيامها بزيارة دمشق. ومن أبرز وجوه الوفد المرافق لبيلوسي كيث اليسون، أول مسلم منتخب في الكونغرس الاميركي، الذي قال متحدث باسمه إن الجولة ستشمل أيضا المملكة العربية السعودية ولبنان. وانتقد البيت الأبيض بشدة بيلوسي على قرارها زيارة دمشق، حيث علقت دانا برينو المتحدثة باسم الرئيس الأميركي على هذه الزيارة بقولها: نحن لا نشجع أعضاء الكونغرس على زيارة سورية، لأنها بلد يرعى الإرهاب، ويسمح للمقاتلين الأجانب بدخول العراق عبر أراضيه». وأضافت المتحدثة «أنا لا أعرف ماذا تريد (بيلوسي) أن تنجز ولا أعتقد أن أحدا في الإدارة تحدث معها بشأن الزيارة، فنحن لا نشجع مثل هذه الزيارات». وتابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض قائلة: «نحن نعرف أن الأسد يريد أن يأتي إليه الناس من أجل التقاط الصور معه وشرب الشاي، وأن يسألهم من أين أتوا، ولكننا لا نعتقد أن هذه فكرة جيدة». ولم يختلف موقف وزارة الخارجية الأميركية عن موقف البيت الأبيض في عدم تشجيع الزيارة، غير أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شان ماكورماك أكد أن الدبلوماسيين الأميركيين في دمشق سيقدمون لبيلوسي كل المساعدات الممكنة، بعد أن فشلت الخارجية في اقناع بيلوسي بالعدول عن زيارتها. وطلبت الخارجية في النهاية من بيلوسي توصيل «رسالة قوية» الى السوريين بخصوص لبنان والعراق، وبخصوص الفصائل الفلسطينية التي تعتبرها واشنطن إرهابية. يشار إلى أن رئيسة مجلس النواب الأميركي تنتمي للحزب الديمقراطي المعارض، وهي من أقوى الأصوات المنتقدة لسياسات الرئيس بوش، ونجحت في تبني قرارات عديدة تخالف سياسات البيت الأبيض لكنها المرة الأولى التي تنقل مواجهتها للرئيس بوش إلى خارج ردهات مجلس النواب الأميركي. ويعتبر المراقبون زيارتها المرتقبة لدمشق جزءا من تطبيق توصيات لجنة بيكر/ هاملتون فيما يتعلق بفتح حوار مع سورية وإيران.