نقلا عن : الجنهورية 6/10/07 انتشرت المدارس الاجنبية في مصر بصورة مرعبة.. واصبحت تأخذ نصيب الأسد من الطلاب المصريين.. وشماعة عقدة الخواجة اصبحت موضة قديمة وتحولت لرغبة حقيقية لدي الآباء وأولياء الأمور هربا من سوء حالة التعليم الرسمي.. "الجمهورية" تواصل طرح القضية. اتفق اساتذة الجامعات حول هروب الطلاب من مدارسنا واهمال اللغة القومية واندفاعهم نحو المدارس الأجنبية لجمود المناهج وارتفاع الكثافات ونظام الفترات وهربا من البيئات الاجتماعية المختلفة الموجودة بالمدارس الرسمية وتخفيض زمن الحصص ونظام الامتحانات والتقويم. طالب المهتمون بالعملية التعليمية بضرورة تطوير المناهج وتدريب المعلمين بصورة أفضل وإعادة النظر في خريطة العمل ومراعاة تعددية المصادر المشاركة في صياغة الوثيقة القومية المطورة والحرص علي وجود مزاوجة ناجحة بين القومي والأجنبي. - قال د. عبدالله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة إن اتجاه الناس إلي التعليم الاجنبي كان رد فعل لجمود مناهج اللغة العربية التي نفر منها الطلاب وحولتها للغة غريبة عليهم بالرغم من أنها اللغة الأم وبالتالي ظهرت موجة المدارس الأجنبية واندفع الناس إليها علي حساب المدارس القومية. أضاف انه لو تم تطوير المناهج وتدريب المعلمين بصورة أفضل علي توصيل اللغة العربية واستخدمنا التكنولوجيا المعاصرة في ترسيخها لدي الطلاب سيعيد الآباء والأجداد النظر في بالحاق الأبناء بالمدارس العربية. طالب د. التطاوي باعادة النظر في خريطة سوق العمل.. بحيث يفرض عليها قواعد بيانات واضحة عن تقبلها لخريجي المدارس العربية بشكل يحفظ للأمة العربية هويتها. أكد ضرورة وجود مزاوجة ناجحة بين ما هو قومي وأجنبي.. بحيث يتم تعليم طلابنا لغتهم الأساسية دون أن نقصر في تعليم اللغات الأخري بشكل يضمن الانفتاح علي العالم.. ولكن دون أن نظلم ما هو قومي لحساب الأجنبي حتي لا تفقد الأجيال القادمة أهم ثقافة لديهم. أوضح أهمية أن يأخذ المعنيون باللغة من أهلها أي نقد بشكل جاد وأن يعيدوا النظر في تطوير الوثائق القومية لمناهج اللغة العربية بشكل عصري جديد. قال نائب رئيس جامعة القاهرة إن الوثيقة المطورة لابد أن تشتمل علي نصوص عربية مشرقة تحبب الأبناء في اللغة مع ادخال معمل اللغة العربية في التدريس لتوظيفه في ادخال الصوتيات والتراكيب بشكل عصري بحيث يوظف فيه الحاسب الآلي لكي يدعم المناهج بشكل يحبب التلاميذ في لغتهم القومية. أضاف ان وزارة التربية والتعليم يتم بها الآن محاولة جادة لاخراج الوثيقة القومية المطورة لمناهج اللغة العربية للصفوف الثلاثة الأولي في المرحلة الابتدائية والتي تهدف لتحقيق الأهداف القومية والتربوية والتعليمية مع مراعاة الابعاد المعرفية والنفسية للتلاميذ. أكد د. التطاوي ضرورة مراعاة تعددية المصادر المشاركة في صياغة الوثيقة بحيث تشتمل علي اساتذة اكاديميين وتربويين وجامعيين وأدباء ومفكرين بجانب استطلاع رأي الميدان من خلال بعض المعلمين والطلاب المتميزين حتي تخرج الوثيقة المعدلة بشكل مرغوب. - أما د. محمد حامد وكيل كلية التربية بجامعة عين شمس للدراسات العليا والبحوث فيري ان عقدة الخواجة لا تزال تسيطر علي أولياء الأمور ويعتقدون أن المدارس الاجنبية تقدم تعليما أفضل. أوضح أن تقليل زمن الحصة بالمدارس الرسمية وارتفاع كثافات الفصول ونظام الفترات كل هذه اسباب تؤثر في المقابل بالمدارس الاجنبية يوم دراسي كامل وانخفاض الكثافات لذلك يفضلها ولي الأمر. اقترح عودة النظام القديم من حيث التقويم في مادة اللغة العربية واعتبارها مادة أساسية بحيث من يرسب فيها يعيد العام الدراسي بالكامل ولا يكون فيها دور ثان. طالب بإزالة الحشو من المناهج ودمج فروع مادة اللغة العربية أو تخفيضها أو تقسيمها علي سنوات بحيث تصبح مادة مرغوبة. - أوضحت د. مكارم الغمري عميد كلية الألسن بجامعة عين شمس ان استيعاب العلوم المختلفة باللغة الأم أفضل من استيعابها باللغة الاجنبية حتي يكون هناك ولاء للغة القومية وعدم تهميشها. أضافت انه في ظل سياسة الانفتاح ووجود شركات متعددة الجنسيات واشتراط جهات العمل المختلفة إجادة الكمبيوتر واللغات اتجه أولياء الأمور لمدارس اللغات والتي تدرس العلوم والرياضيات باللغة الاجنبية.. مشيرة إلي أن دراستها باللغة العربية أفضل لأنها تنمي بداخل الطالب ملكة الفكر والابداع أما باللغة الاجنبية فتصنع خريج يجيد اللغات فقط. قالت د. مكارم إن تكدس الفصول الحكومية ونظام الفترات كان له أكبر أثر في اتجاه الطلاب نحو التعليم الاجنبي. اضافت ان ولي الأمر يحاول أن يبحث لنجله عن تعليم متميز لكي يهرب من بيئات اجتماعية مختلفة موجودة بالمدارس الحكومية.. فمدارسنا الرسمية تضم بيئات بداخلها نوعيات طلابية قد تستخدم الفاظا وسلوكيات غريبة عن التي يرغب ولي الأمر في تنشئة نجله بها ولذلك يحاول جاهدا أن يبعد نجله عنها. قالت إن بعض الآباء يعتقدون أن في هذه المدارس نوعا من الوجاهة الاجتماعية ويبحثون عن الوساطة والمحسوبية لالحاق ابنائهم بهذه المدارس ويقبلون بإجراء اختبارات لهم.. مشيرة إلي أن الدراسة بهذه المدارس ليست مثل الطريقة المتبعة بمدارسنا الرسمية وبها مساحة واسعة من ممارسة الأنشطة ومناهجها مقسمة بطريقة شيقة وامتحاناتها سهلة ومناسبة لقدرات الطلاب وعلي فترات. - قال د. أحمد الجيزاوي عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس إن المدارس الاجنبية تزيل عبئا كبيرا من علي أولياء الأمور وبخاصة إذا كان الوالدان يعملان فيضمنان أن الابناء يقضون بالمدرسة يوما كاملا. أضاف أن الالتحاق بهذه المدارس أصبح موضة فنسبة كبيرة من الناس لا تدرك قيمة التعليم ولابد أن يتناسب مع امكانياتها ودخلها ولذلك لجأت بعض هذه المدارس إلي نظام تقسيط المصروفات لجذب اكبر عدد لديها من الطلاب. أشار إلي أن قلة السيطرة علي التعليم الحكومي وانتشار الدروس الخصوصية بشكل رهيب ووجود الادارات غير الحاكمة يؤدي إلي نفور الناس منه واللجوء إلي المدارس الاجنبية. اضاف أن بعض أولياء الأمور يحسبها بطريقة أخري من ناحية أنه يلحق ابنه بمدرسة اجنبية علي الرغم من مصروفاتها المرتفعة هروبا من الدروس الخصوصية ومبالغها والتي تتساوي في النهاية بمصروفات هذه المدارس لانه لا توجد بها دروس وتعلم الطالب الاعتماد علي نفسه. - قال د. محمد صلاح الدين وكيل كلية طب الاسنان بعين شمس إن الوضع المتردي بمدارس الحكومة جعل ولي الأمر مضطرا لالحاق نجله بالمدارس الاجنبية لعدم وجود بدائل أخري. أضاف انه في حالة المقارنة بين نوعية التعليم الاجنبي والمصري ستجد فرقا شاسعا في الكتب والامكانيات والمدرسين.. مؤكدا أن الواقع يقول إن منظومة التعليم الحكومي فشلت.