انطلق أمس«الملتقى الدولي الأول للشعر العربي» الذي ينظمه المجلس المصري الأعلى للثقافة، حاملاً اسم الشاعر صلاح عبدالصبور، وواقع الشعر، عربياً وعالمياً، عبر ندوات يشارك فيها باحثون عرب واجانب . ويذكر ان الروائي نجيب محفوظ هو صاحب فكرة هذا الملتقي حيث كان يرى ضرورة احياء الشعر بعد ما سبقته الرواية شعبياً. ولبى المجلس الأعلى الفكرة جاعلاً من الملتقى مناسبة مصرية وعربية وعالمية في وقت واحد، وسيمنح الملتقى جائزة الشعر التي تضاهي جائزة الرواية (مئة ألف جنيه مصري أو سبعة عشر ألف دولار) ويبدو الشاعر محمود درويش الذي يشارك في الامسيات، المرشح الاقوى لها، ويليه الشاعر العراقي سعدي يوسف الذي يشارك ايضاً في الامسيات. وأشيع كلام عن تنافس حاد بين هذين الشاعرين، وطرح كذلك اسم الشاعرة نازك الملائكة التي كاد ينساها القراء بعد رقادها الطويل على سرير المرض في بيتها القاهري، وهي ما برحت عاجزة عن الحركة. قد يكون الملتقى من أهم الملتقيات التي يشهدها العالم العربي، ليس لأنه يجمع عدداً كبيراً من الشعراء بل لأنه يطرح السؤال حول الشعر نفسه، واقعاً ومستقبلاً، من خلال المحاور المهمة التي تدور حولها الندوات النظرية. وهي تنطلق من عناوين رئيسية هي: هل ما برح الشعر حاجة إنسانية؟ أي علاقة بين الشعر والهوية؟ أي موقع يحتل الشعر في عصر العولمة؟ أين أصبحت العلاقة بين الشعر والجمهور؟ وصف الامين العام للمجلس الاعلى الناقد جابر عصفور في حفل الافتتاح في دار الاوبرا الشعر بأنه «معرفة وبحث عن المعنى في اللامعنى، وتفسير للعالم»، أما الشاعر فرأى فيه «الكائن ذا الألف وجه» و «صانع المتناقضات» و «سارق النار» و «صاحب الرؤى». وكما ذكر نفس المصدر أعقبه في الكلام الشاعر حجازي قائلاً إن «الشعر وطن ولغة وانتماء»، وأضاف: «التقينا لأننا في حاجة الى الشعر والشعر في حاجة إلينا»، ثم تحدث الشاعر الاردني حيدر محمود باسم المشاركين العرب والمستشرقة الايطالية فرانشيسكا كوراو باسم المشاركين الأجانب، والكلمة الاخيرة كانت لوزير الثقافة المصري فاروق حسني وفيها أثنى على الملتقى وعلى الشعر والشعراء.