أفقيا: )1( هي شهادة لله ولمصر والعصر والتاريخ، ونحسب أن المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والفريق سامي عنان لن يبخلا بها لوجه الله وصالح الوطن وحرصا على مصالح الشعب.. "ومن يكتمها فأنه آثم قلبه" خاصة أنهما لم يبخلا من قبل مع باقي أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأثمن ما يملكه الإنسان.. بحياته، حين وضعوا جميعا أرواحهم على أكفهم وأصدروا البيان الأول في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون قائده الاعلى "مبارك" وكان ذلك يعني فعليا أن مبارك وعصره قد وليا، لن يبخل المشير حسين طنطاوي ان يكرر شهادته التي ألقاها في حفل تخريج الدفعة الاستثنائية لكلية الشرطة هذا الصيف بأنه (أي قرار عدم إطلاق النار على الشعب) لم يكن فرديا ولا عشوائيا، بل قرار مشرف، اتخذ بجميع اراء المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وقال بالحرف الواحد "لا لن نفتح النار على الشعب" ولو سارت الامور عكس ما تشتهي الثورة وقادة المجلس الاعلى للقوات المسلحة، فلن يكونوا الا في احد مكانين إما معلقين على أعواد المشانق أو في السجن. وبالمنطق والعقل وطبائع الامور وتسلسل هرم السلطة، لا يصدر أمر للقائد العام للقوات المسلحة (المشير طنطاوي) الا من القائد الاعلى للقوات المسلحة (الرئيس المخلوع) فلا العادلي ولا اللواء عمر سليمان ولا أي مسئول آخر له الحق او السلطة او النفوذ سوى مبارك في اصدار مثل هذا القرار الخطير. قضي الأمر. )2( النزر اليسير من اللقطات التليفزيونية لدخول وخروج نجلي مبارك وحبيب العادلي ورجاله السته لحظة المحاكمة، تؤسس لمبدأ قانوني جديد هو: المتهم "بيتفسح" حتي تثبت إدانته. لا كلابشات في يد احد ولا حتى "حظاظات". يمرح كل منهم طليقا منذ لحظة نزوله من سيارة الترحيلات حتي دخوله القفص كما لو كان في حديقة الازهر، ويصافح يدا بيد ضباط الشرطة المدنية والعسكرية، وحين اقتربت كاميرات التليفزيون المصري من داخل سيارة ترحيل المتهمين التسعة، لاحظنا جلوسهم، كل بمفرده في مقعد مبطن بجلد مخملي، تعرفون بالطبع سيارات ترحيل المساجين العاديين التي يتكدس بها العشرات وقوفا وليس بها حتى دكة ومنافذ التهوية بها صغيرة جدا الامر الذي ادى الى وفاة بعض المساجين اثناء ترحيلهم أكثر من مرة في حوادث شهيرة. اما ما يجري داخل زنزانات السجن فالمشكلة انه لا يعرفه احد على وجه اليقين، حتى وفد المجلس القومي لحقوق الانسان لم ير زنزانات المتهمين السوبر جمال وعلاء والعادلي والباقين، وكل ما نعرفه هو ما تسرب من بعض المسجونين الجنائيين القريبين من باشوات المساجين وقال احدهم في مداخلة هاتفية مع الإعلامية ريم ماجد: إننا في السجن ننقسم إلى مجموعتين، السجناء العاديين مثلي، ويجلسون 150 فرداً في زنزانة واحدة، ونتناول طعاماً غير آدمي. اما النوع الثاني هم "السجناء رفيعو المستوى"، وكل واحد منهم له غرفة خاصة أمامها حديقة، ويقوم على خدمته 2 من السجناء مقابل 100 جنيه يومياً وسجائر، كما يوجد في الزنزانة الخاصة بهم ثلاجة وتليفزيون وكمبيوتر "لاب توب". وحتي تتأكدوا من المبدأ الجديد ان المتهم " بيتفسح" حتى تثبت ادانته، ذكرت احدى الصحف أن علاء وجمال طلبا إدخال حمام سباحة بلاستيك يسع ل 6 أشخاص داخل السجن على نفقتهما الخاصة وهو الطلب الذي رفضته إدارة السجن. واذا اردتم المزيد نشير الى ان كافتيريا السجن تقوم بتقديم الكابوريا والاستاكوزا والجمبري الى هؤلاء السجناء السوبر، الامر الذي ادى الى انتعاش خزانة كانتين سجن المزرعة فقد بلغ رصيده خلال شهر يوليو الماضي وحده 001 ألف جنيه. المسألة اذن فسحة الى سجن المزرعة، فالمتهمين عايزين (بيسين) وبياكلوا استاكوزا ومعاهم لاب توب وبالتأكيد "يو اس بي موديم ما بيقطعش زي اللي موجود معانا". شفتم "عز" و"سرور" اكتر من كدة. رأسيا : )1( سعدت بانضمام نقابة الصحفيين الى اسرة شهيد الصحافة المصرية الاوحد الزميل احمد محمود في الادعاء بالحق المدني. بدم بارد، سفك دم احمد امام وزارة الداخلية قناص غادر، عمدا مع سبق الاصرار، لمجرد أنه أشهر سلاحه الصحفي (كاميرا الموبايل) لتسجيل لحظة خروج وزير الداخلية من الوزارة بعد جمعة الغضب. الحمد لله لم تقصر نقابتنا. ولا أدري ماذا فعلت نقابات الصحفيين في الدول العربية التي شهدت استشهاد 10 من الصحفيين خلال ثورات الربيع العربي فقد أعلن بليز ليمبر الأمين العام لمنظمة امبليما للصحافة » PEC« أن ما لا يقل عن 5 صحفيين، استشهدوا في الصراع الدائر بليبيا، و2 في مظاهرات البحرين وواحد في كل من مصر وتونس والجزائر. لولا احمد محمود لنكسنا رؤوسنا، وما استطعنا أن نؤكد للدنيا الدور العظيم الذي قام به الصحفيون المصريون لإشعال، وإنجاح الثورة. سلام على الشهيد احمد محمود في عليين. خير البر عاجله: كثير من المرشحين المحتملين للرئاسة هم من ممثلي ائتلافات ثورة 1919 إذا كان 864 شهيدا قد سبقونا الي الجنة فداء لثورة 25 يناير، مع ان تعليمات قائد قوات الامن المركزي السابق لجنوده "اعتبروا المتظاهرين اخواتكو" فكم كان من المتوقع أن يستشهد لو لم يعتبروهم اخواتهم؟؟. ولو استمر شهود الاثبات بهذا الشكل في باقي جلسات المحاكمة فاضمنوا الإعدام لأهالي الشهداء، وحصول مبارك والعادلي وضباطه وجنوده على تعويضات لانهم كانوا يصوبون نيرانهم الى أقدام الشهداء فيأبى الشهداء اذا دعوا الا أن يخفضوا رؤوسهم كي ينالوا رصاص اخواتهم الضباط .. كفاكم استهبالا واستعباطا. نقلا عن جريدة الأخبار