انتقد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية زيارة عدد من أعضاء الكنيست الاسرائيلي لموقع أعمال الحفر والهدم الاسرائيلية في محيط المسجد الأقصى المبارك الأربعاء. وأكد حسين في تصريحات صحفية أن هذه الزيارات تصب في محاولات التدخل المباشر من قبل الجماعات اليهودية لخلق واقع جديد في المدينة المقدسة، وقال: "إننا أكدنا أكثر من مرة ونقولها اليوم أن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي بغض النظر عن تلك الزيارات." وقام قادة المستوطنين وممثلون عن أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف واعضاء في الكنيست ظهر الأربعاء بجولة استفزازية شملت أنفاقا شقتها سلطة الآثار الإسرائيلية سراً وبقايا آثار أموية وعثمانية في منطقة سلوان وحائط البراق مكذبين بذلك تصريحات الحكومة الإسرائيلية التي ادعت مراراً ان الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى المبارك قد توقفت . وكان نواب الكنيست من اليمين الإسرائيلي المتطرف قبل الجولة قد بادروا بسن قانون صادق الكنيست عليه باغلبية كبيرة من الاصوات يستوجب حصول اى اقتراح مستقبلى بتقديم "تنازلات" في القدسالمحتلة، على موافقة 80 نائبا من اصل 120 نائبا في الكنيست، وهي أغلبية من المستحيل الحصول عليها وفق موازين القوى السياسية القائمة منذ سنوات طوال في الكنيست الإسرائيلي، بما في ذلك الدورة الحالية. ويعنى تمرير مشروع القانون تحذيرا للحكومة الاسرائيلية بانها لا تستطيع تقدم "تنازلات" بشأن القدس قبل مؤتمر السلام فى الشرق الاوسط الذى يقام تحت رعاية الولاياتالمتحدة فى انابوليس بماريلاند فى وقت لاحق من الشهر الحالى. واتهم النائب العربي الاسرائيلي محمد بركة حكومة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ب"التآمر" مع المعارضة اليمينية لوضع عقبات امام المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال بركة في بيان "إن تواطؤ حكومة أولمرت كان واضحا برفضها الإفصاح عن موقفها من هذا القانون لا بل تم منح أعضاء الائتلاف الحاكم حرية التصويت ولهذا إن القانون حظي بأغلبية كبيرة". واضاف بركة ان "أولمرت يكلف نفسه بإطلاق تصريحات يزعم فيها انه معني بالتقدم في العملية التفاوضية وفي الساحة الداخلية الإسرائيلية يهتم بضمان كافة العراقيل التي تمنع التوصل إلى اتفاقيات واقعية". واحتلت اسرائيل القطاع الشرقي من القدس في عام 1967 وضمته إلى القطاع الغربي المحتل عام 1948 وأعلنت القدس بشطريها عاصمة لها منذ 1980. وتجري اسرائيل عمليات حفر وهدم في طريق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك منذ فبراير هذا العام بحجة البحث عن حفريات أثرية، فيما أكد الفلسطينيون أن هذه الأعمال تؤثر على أساسات الأقصى وتمثل جزءا من عملية "تدمير تدريجي" للمسجد المبارك. خمسة آلاف مشارك في ملتقى القدس الدولي باسطنبول في غضون ذلك، انطلق في مدينة اسطنبول التركية صباح الخميس ملتقى القدس الدولي الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية (مقرها بيروت) تحت شعار "لنحم وجه الحضارة" بمشاركة أكثر من خمسة الاف شخصية من 70 دولة على مستوى العالم. وقال منظمو الملتقي ان الهدف من عقده الخروج بوثيقة تاريخية انسانية عالمية تشكل اعلان مبادىء يثبت الاحقية التاريخية للشعب الفلسطينى في القدس وفلسطين والتأكيد على ان القدس ومقدساتها ارث انساني ديني وثقافي وحضاري وتاريخي يجعل الدفاع عنها مهمة للانسانية جمعاء، ويؤكد أن الاحتلال لا يثبت بالتقادم وأن الاستيطان وطمس الهوية العربية والاسلامية والمسيحية وتزوير التاريخ وتهجير السكان وكذلك اثبات ان تغيير الحدود لا يمكن أن يصبح مقبولا لأنه فرض كأمر واقع وأيضا من أجل تنسيق وتنظيم العلاقة بين العاملين من اجل القدس وتعزيز التفاهم والتكامل والعمل المشترك لصون ارثها الانساني ومقدساتها الاسلامية والمسيحية. وتستمر أعمال الملتقى ثلاثة أيام، ويشارك فيه باحثون وعلماء آثار واجتماع ومؤرخون وبرلمانيون ونقابيون الى جانب العديد من الشخصيات السياسية البارزة. ويشهد الملتقى عقد عشر ندوات ثقافية وفكرية حول القدس وعشر ورش عمل الى جانب الندوات، كما ستلقى قصائد شعرية الى جانب عروض فنية حول القدس تتخللها حفلات لفنانين عرب وأتراك وأجانب وأفلام سينمائية ووصلات لفرق فلسطينية وغير فلسطينية. ويشهد الملتقى في الختام اذاعة (اعلان اسطنبول حول القدس).