مسافر زاده العناء والخطر والحفر والرمال.. حيران والفوضى بين يديه !، هكذا وجدتنى أردد لاشعوريا عندما اضطرتنى ظروف مهنية وانسانية للسفرمن القاهرة الى طنطا تارة والى أسيوط تارة اخرى بقطارات السكة الحديد انطلاقا من محطة مصر سابقا ..مغارة مصر حاليا .. فرغم ارتيادى المحطة أكثر من مرة إلا أننى فى كل مرة أتوه بين الممرات وأقفز فوق الرمال والأخشاب والسيراميك المتناثر هنا وهناك كى أصل الى صالة التذاكر ، ومنها الى أرصفة القطارات إما بقوة دفع ذاتية أو بطاقة الضغط وسط حشود من الركاب المتسابقين فوق الطرق الوعرة بلا خارطة طريق !. بين الأرصفة ..يا قلبى لاتحزن بداية رحلاتى كانت بالقطار 901 المتجه الى طنطا ، فحسب التوجيهات الشفهية المعلنة ، كان سيقف على الرصيف رقم واحد ، ورغم أن الوصول الى هذا الرصيف ليس بالأمر الهين ، فعليك أن تنتقل بين قضبان القطارات عبر سلالم من الأخشاب والطوب حتى تصل اليه لتفاجأ بأن الميعاد حان ولم يصل القطار، ولأن الركاب مجهدون ويخشون مجرد السير فى هذه الطرق الغامضة ، فقد أقنعوا أنفسهم بأنه تأخر وظلوا منتظرين قدومه سالما حتى سمعنا صوتا من بعيد يعلن أن القطار على رصيف 6 وعليكم الانتقال اليه بسرعة قبل انطلاقه . ساعتها شعرت بحجم التقديرلقيمتنا كبشر،علينا القفز وسط الحفر للحاق بالقطار، وهناك من يحمل حقائب ومن تصطحب أطفالاً ومن هم بحاجة الى المساعدة فى الحركة ولو خطوة واحدة من كبار السن والمعاقين .. احدى السيدات سقطت أمامى على الزلط والألواح المنتشرة فى الممر المؤدى الى الرصيف .. المشهد كان مؤسفا جدا ،والمفارقة الغريبة أن هناك من لم يستمع الى صوت المنادى وفاته القطار وظل يردد أليس هناك ميكروفون أو حتى لوحات ارشادية أو "ستيكرز" فقط .. لن نطمع فى شاشات الكترونية !.. لكن عادى لا تبالى .. انها الفوضى الخلاقة يا حضرات الركاب الأفاضل !.