سارع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى اعتبار ضحايا مواجهات وقعت بين قوات الأمن ومحتجين من جنوب البلاد بأنهم شهداء في محاولة للحد من تزايد احتقانات الداخل التي تزامنت مع اتهامات بوجود دعم خارجي لتقويض الوحدة اليمنية. ونسبت وسائل الإعلام اليمنية الرسمية إلى صالح قوله، إن “الذين سقطوا في الحادث المؤسف في ردفان، السبت الماضي يعتبرون شهداء وستحظى أسرهم بكل الرعاية، كما أن الدولة سوف تتكفل بمعالجة المصابين في ذلك الحادث المؤسف”، وكانت مواجهات وقعت السبت الماضي بين محتجين وقوات الأمن المركزي بمنطقة ردفان بجنوب اليمن اسفرت عن مصرع أربعة محتجين وجرح 16 آخرين أحدهم جراحه خطيرة”. وقالت صحيفة “الثورة” الرسمية أمس في تعليق على تلك الأحداث “لم يتوقف أمر حرب صيف 1994 عند انتهائها من دون ملاحقات أو تصفيات ببطاقة الهوية، إذ إنها الحالة التي زودت بضمانات قرار العفو العام الذي سمح لمن بقي في الداخل الاستمرار في مزاولة نشاطهم السياسي عبر حزبهم الاشتراكي ومكن من لجأ إلى الخارج من العودة المتمتعة بحقوق المواطنة الكاملة”. وفي إشارة إلى تزامن الاحتقانات الشعبية المتزايدة مع وجود دعم خارجي لتقويض الوحدة،ذكرت صحف الموالاة أن “موفدا من القصر الرئاسي موجود حالياً في دولة خليجية بغرض محاولة التأثير في دول الخليج للتضييق على القيادات الجنوبية التي تدعم احتقانات الداخل بالمال”. ونسبت تقارير الصحف الموالية إلى مصادر استخباراتية يمنية حديثها عن “وجود تحركات سياسية يجريها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض من سلطنة عمان وهو ما جعل الأخيرة توجه تحذيراً للبيض من ممارسة أي نشاط سياسي على أراضيها”. وانطلقت شرارة الاحتجاجات من المحافظات الجنوبية في مارس/آذار الماضي عندما أعلن مجلس التنسيق للمتقاعدين العسكريين والمدنيين المطالبة بعودة نحو 70 ألفاً منهم أحيلو إلى التقاعد القسري اثر ما أسموه انتصار الشمال على الجنوب. وكانت حرب صيف عام 1994 بين صانعي الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب قد اسفرت عن خروج القيادات الجنوبية من الحكم منذ ذلك الوقت رغم وجود عفو رئاسي عنهم إلا أن معظمهم ما زال في الخارج وأبرزهم رئيس الوزراء للحكومة الأولى في الجمهورية الموحدة حيدر العطاس. واتهم صالح جهات لم يسمها ب “اللعب بالنار”، وقال في الحفل الذي أقيم الأحد الماضي بقاعة فلسطين في عدن التي شهدت اعلان وحدة شطري اليمن قبل 17 عاماً إنه “لا مجال ولا مكان لمن يشكك اليوم في وحدتنا اليمنية إلا إذا كان مريضاً أو معتوهاً” مؤكداً أن الوحدة أجمع عليها الشعب اليمني بأكمله.