دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى بداية جديدة في العلاقات مع باكستان الثلاثاء وذلك بعد أن أثار خلافا دبلوماسيا بقوله إنه لا يتعين السماح لباكستان "بالإمساك بالعصا من المنتصف فيما يتعلق بالإرهاب" أى أنه أشار الى أن باكستان لا ينبغى أن تتهاون فى محاربة الإرهاب. ويجتمع كاميرون - الذي أدلى بهذا التصريح المثير للجدل وذلك خلال زيارة قام بها للهند في شهر يوليو من العام 2010 - مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في إسلام أباد ساعيا الى تحسين التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب وفيما يتعلق بأفغانستان. كما تعهد كاميرون بمبلغ 650 مليون جنيه إسترليني أى ما يعادل المليار دولار لبناء مدارس وتدريب مدرسين وشراء كتب دراسية لأطفال باكستان فيما قد يكون أكبر مشروع تعليمي بريطاني في الخارج وهو ما قد يضع باكستان في صدارة قائمة الدول المتلقية للمساعدات البريطانية حيث يهدف المشروع الذي يستمر أربع سنوات الى انتظام أربعة ملايين طفل في الدراسة وتعتبره بريطانيا سبيلا للحد من التشدد. وتعهد كاميرون كذلك بدفع منظمة التجارة العالمية للموافقة على اتفاق تجاري طاريء لباكستان كان الاتحاد الاوروبي قد عارضه خلال العام 2010 قائلا إن بريطانيا ستظل المؤيد الأقوى لدخول باكستان في الأسواق الاوروبية. كانت الحكومة البريطانية قد بررت مشاركتها في الحرب في أفغانستان بقولها إن أغلب المؤامرات الإرهابية التي تم اكتشافها في بريطانيا كانت ترجع جذورها الى منطقة تفتقر للقانون على الحدود بين أفغانستانوباكستان. وكان دبلوماسيون غربيون قد أعربوا عن عدم رضائهم إزاء جهود باكستان لمحاربة التشدد في الماضي فيما تعتقد الحكومة البريطانية أن إسلام أباد قد أحرزت تقدما خلال الأشهر القليلة الماضية في مناطق من الشمال الغربي التى تعد ملاذ القاعدة وطالبان. وقد عرض ديفيد كاميرون إيفاد خبراء وأموال لمركز مكافحة المتفجرات كما ستتفق باكستان وبريطانيا كذلك على العمل من أجل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 5ر2 مليار جنيه إسترليني سنويا بحلول العام 2015 .