قالت منظمة العمل الدولية الثلاثاء ان الزيادة الضعيفة وغير المتوازنة في الوظائف تحد من الانتعاش الاقتصادي الشامل، وتوقعت ان تظل معدلات البطالة قرب مستوياتها القياسية خلال 2011 وذلك للعام الثالث على التوالي. وأشارت المنظمة التابعة للامم المتحدة إلى ان البيانات الرسمية لا تعكس الاعداد الحقيقية للعاطلين اذ كف الكثيرون عن البحث عن عمل. وصدر التقرير المتشائم هذا عشية الاجتماع السنوي في دافوس لقادة الاعمال والسياسية الذين يواجهون هذا العام تباينا اقتصاديا متزايدا بين الدول وداخل الدولة الواحدة وعدم قدرة فيما يبدو لدى المجتمع الدولي على معالجة هذه المشكلة. وصرح خوسيه مانويل سالازار - المدير التنفيذي للمنظمة- لدى عرضه لتقرير توقعات العمالة العالمية لعام 2011 بان انتعاش النمو الاقتصادي سيفقد قوة دفعه هذا العام، وذلك يرجع جزئيا الى أثر انكماش الاسعار الناتج عن الحالة المتردية لاسواق العمل." وأضاف - في مؤتمر صحفي - أن البطالة والافتقار للامان الوظيفي وخفض التأمينات الاجتماعية كلها عوامل تحد من الاستهلاك وهو عنصر أساسي في الطلب المحلي مما يحول دون استمرار الانتعاش ذاتي الدفع. وتراجعت معدلات البطالة في بعض الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل الى أقل من مستوياتها قبل الازمة العالمية، لكنها تواصل الارتفاع في العديد من الدول الاخرى. وتتوقع منظمة العمل الدولية أن ينخفض العدد الاجمالي للعاطلين قليلا الى 203.3 مليون عاطل هذا العام وان يبلغ معدل البطالة 6.1 % بالمقارنة مع 205 ملايين عاطل أو ما يوازي 6.2 % في عام 2010. وتشير تقديرات المنظمة الى أن العدد الاجمالي للعاطلين ارتفع بنحو 27.6 مليون في الفترة من 2007 الى 2010 وقت الازمة وفي أعقابها. ويقول سالازار "من المرجح بدرجة كبيرة أن يصبح 2011 ثالث عام على التوالي يزيد فيه عدد العاطلين عن 200 مليون شخص." ويرى خبراء المنظمة ان التحسن الطفيف في بيانات البطالة يخفي حقيقة أن ملايين الاشخاص خرجوا من سوق العمل يأسا من العثور على فرصة. وليس لدى المنظمة بيانات بأعداد هؤلاء وهو ما قد يرفع معدل البطالة بدرجة كبيرة، ولكنها تقدر على اساس بيانات من 56 دولة أن عدد الشبان بين 15 و24 سنة الذين انضموا لقوة العمل نقص بمقدار 1.7 مليون عن المتوقع على أساس الاتجاهات قبل الازمة. وتضرر الشبان بشكل خاص فبلغ معدل البطالة فيما بينهم 12.6 % في 2010 بالمقارنة مع 4.8 للاكبر سنا، ومن المتوقع أن يتراجع المعدل الى 12.3 % هذا العام لكن البيان يمثل متوسطا دوليا يخفي معدلات بين 30 و40 % في بعض الدول. وتمثل معدلات بطالة بين الشبان في 2010 تبلغ 18.2 % في الدول المتقدمة ومنها الاتحاد الاوروبي و23.6 %في شمال افريقيا، و25.1 % في الشرق الاوسط تحديا لصناع القرار الحريصين على منع ضعف الاقتصاد من اثارة اضطرابات اجتماعية.