قررت السلطات السورية زيادة دعم زيت التدفئة الاحد في تحول في سياستها بعد الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي من السلطة بسبب احتجاجات على ارتفاع الاسعار والبطالة والقمع. وأعلنت الحكومة السورية التي يسيطر عليها حزب البعث منذ توليه السلطة عام 1963 انها قررت زيادة دعم التدفئة للعاملين بالدولة بنسبة 72 في المئة اي بما يعادل 33 دولارا شهريا. وكانت الحكومة تعمل على خفض الدعم مع رفع الحظر على المشروعات الخاصة في محاولة لاصلاح عقود من الركود الاقتصادي واستعادة رؤوس الاموال. وفي الاردن المجاور أعلنت الحكومة عن خطة تبلغ تكلفتها 225 مليون دولار لخفض اسعار عدة أنواع من الوقود وسلع أساسية من بينها السكر والارز. قال وزير المالية السوري محمد الحسين ان الزيادة في دعم زيت التدفئة ستكلف الدولة 326 مليون دولار سنويا وسيستفيد منها حوالي مليونان من العاملين في الدولة والمتقاعدين من بين عدد السكان البالغ 20 مليون نسمة. وقال الحسين //ستكون لهذه السيولة اثار ايجابية على النشاط الاقتصادي. وكانت الحكومة خفضت تعويض التدفئة قبل ثلاث سنوات مما ادى الى احتجاج من المزارعين الذين ارتفعت نفقاتهم بسبب استخدام الوقود ايضا في النقل والمضخات الزراعية. وألغت السلطات السورية الدعم على الاسمدة الزراعية العام الماضي رغم معارضة الاتحاد العام للفلاحين المدعوم من الحكومة. وقال وزير الزراعة ان هذا الاجراء قلص الفساد. وسلمت الحكومة كوبونات بقيمة 10 الاف ليرة سورية 217/ دولارا الشتاء الماضي لتعويض ارتفاع اسعار الوقود. ولكن بعد ذلك بعام توقف الدعم بعد ظهور شكاوى من عمليات فساد في توزيع الكوبونات وشرعت الحكومة في اقامة صندوق مساعدات للمحتاجين على وجه الخصوص. ولم يستطع كثيرون الانتظار. وقال شهود انه في المناطق الواقعة على الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة يقوم اشخاص بقطع اشجار الغابات بصورة غير مشروعة مع تحولهم للمواقد الارخص التي تعمل باحتراق الحطب. وفي تغطيتها الضئيلة للاحداث في تونس ركزت وسائل الاعلام الرسمية السورية على حالة الفوضى التي عمت تونس منذ فرار الرئيس زين العابدين بن علي الى السعودية. وأقر المسؤولون بالحكومة اقروا بأن الفجوة اتسعت بين الاغنياء والفقراء في سوريا. وتصل نسبة البطالة حسب التقارير الرسمية الى نحو 10 في المئة في حين تشير تقديرات مستقلة الى انها 25 %. ويقول خبراء ان الجفاف وسوء ادارة الموارد المائية أضر بمناطق كبيرة في شرق سوريا - الذي يستخرج منه كل انتاج البلاد من النفط والذي يصل الى 380 الف برميل يوميا- وزاد من حدة الفقر.