أكد الدكتور احمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب ان الحادث الارهابى الذى وقع امام كنيسة القديسين بالاسكندرية عمل ارهابى استهدف مصر كلها واختار ان يضرب الكنيسة لاحداث وقيعة بين عنصرى الامة وبهدف اكبر وهو ضرب جوهر الامن القومى المصرى .. وقال أن هذه الحقيقة تأكدت من ردود الفعل الغاضبة التى لم تقتصر على المسيحيين بل شاركهم فيها بمشاعر تلقائية المسلمون مما ابرز شعورا وطنيا عارما بأن الجريمة وجهت ضد المصريين جميعا وان المصاب هو مصاب المصريين جميعا. وأضاف الدكتور سرور -فى بيان له اليوم ردا على البيان الصادر عن السيد جيرزى بوزيك رئيس البرلمان الاوربى -"أن الحادث المأساوى احدث صدمة عميقة لكل المصريين واصابهم بحزن عميق وهم يحتفلون بقدوم عام جديد يتطلعون الى ان يكون عام خير وازدهار وانه يهمنا ان نصحح صورة غير دقيقة لمسناها فى بيانكم حيث تكررت اشاراته الى الحادث باعتباره موجها ضد الاقباط المصريين ونود أن نؤكد ان هذا العمل الجبان تم تنفيذه فى قلب شارع رئيسى مكتظ بالمواطنين الابرياء مسلمين ومسيحيين ويقع فيه مسجد على بعد امتار قليلة من الكنيسة التى وقع فيها الحادث". واوضح ان الرئيس حسنى مبارك حرص على مخاطبة شعبه بعد ساعات قليلة من الفاجعة لطمأنة روع مواطنيه جميعا واكد بحزم وباصرار على ان مصر سوف تلاحق الارهابيين القتلة وانها سوف تضرب بيد من حديد كل من يحاول ان يعبث بأمنها او امن ابنائها وان السلطات المصرية تبذل جهودا على مدار الساعة من اجل الكشف عن الجناة والقبض عليهم ومن ورائهم ليلاقوا اقصى العقوبة على هذا العمل المشين ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بمصر ومواطنيها جميعا وامنها الوطنى .. وأضاف "اننا لانحتاج الى تذكير بأن مسيحيى مصرلا يمثلون اقلية دينية بل هم جزء اصيل من نسيج الشعب المصرى وان امنهم وحريتهم مكفولة فى الدستور والقوانيين المصرية وهى مسؤلية الدولة المدنية.وكذلك يدرك ان من ضمن اهداف هذا الحادث الارهابى توظيف جريمة الاسكندرية لاعطاء صورة مغلوطة عن الواقع وتسعى ليس فقط للوقيعة بين عنصرى الامة المصرية بل ايضا استدراج العالم الاسلامى نحو مواجهة دينينه وصراع حضارى مع الغرب وهو ما نتصدى له بكل حزم وقوة. وقال الدكتور سرور فى بيانه .. لقد أبرزت ردود فعل المواطنين المصريين شعورا حقيقيا بالمواطنة والإنتماء المشترك الى الوطن الواحد كما أبرزت حالة صحية من الحوار المجتمعى على الساحات الإعلامية والفكرية فى سبيل مواصلة جهود الإصلاح السياسى والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان . وأضاف لعله من المهم ان نذكر العالم كله أن مصر كانت ول من وجه أنظار الالم الى خطورة ظاهرة الإرهاب فى بدايتها وتداعياتها على السلم والأمن الدوليين ودعا الرئيس مبارك أمام البرلمان الأوروبى فى ستراسبورج فى يناير 1986 الى عقد مؤتمر دولى لبحث هذه الظاهرة الخطيرة من كافة جوانبها والإتفاق على سبل مواجهتها والقضاء عليها فى مهدها . فى الختام يهمنا ان نؤكد ان هذا الحادث الإرهابى هو جزء من موجة الإرهاب الدولى الذى يشهده العالم بأسره والذى سبق ان ضرب الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدة دول أوروبية وان الإرهابيين لاشك عازمون على مواصلة مخططهم الإجرامى لتهديد السلم والأمن الدوليين . وفى ضوء كل هذه الحقائق نرى ان الموقف الحالى يتطلب من كافة اطراف المجتمع الدولى , خاصة أوروبا , التضامن لمواجهة الإرهاب الدولى وإعلاء قيم الحكمة والدقة فى مواقفها وتجنب تحركات تستند الى معلومات غير دقيقة , الأمر الذى من شأنه تعميق الغضب بما له من تداعيات سلبية خطيرة خاصة فى ظل تعقيدات الأوضاع فى فلسطين والعراق وأفغانستان واليمن وتوتر أحوال المسلمين بالغرب . وكان رئيس البرلمان الاوروبى أصدر بيانا يوم 4 يناير الحالى حول حادث كنيسة القديسين وجاء رد الدكتور سرور عليه معربا عن شكره له لتعازيه لأسر الضحايا الذين سقطوا قتلى لهذا الحادث الإرهابى الأثيم وتعاطفه مع المصابين .