قال د.خالد عزب رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الاسكندرية ان كتاب فقه العمران فاز بجائزة أهم كتاب عربى لعام 2014 والتى تنظمها مؤسسة الفكر العربى فى بيروت لانه يناقش الدولة والمجتمع والعمارة فى حضارة المسلمين مؤكداً انه لدراسة فقه العمران يجب ان يدرس الإنسان علم أصول فقه وتاريخ إسلامى والعمارة الإسلامية وتخطيط المدن والسياسة الشرعية والعلوم السياسية والقانون وغيرها وهى تخصصات مركبة تحتاج وقت ومجهود. وأوضح د.خالد خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاثنين ان الكتاب صدر فى مجلد ضخم مزوداً بمجموعة كبيرة من الصور، ويعد دراسة شاملة للعلاقة بين العمارة الإسلامية والمجتمع الذى صاغ البيئة العمرانية والأنماط المعمارية والدولة التى حدود سلطتها فى المجال العمراني مضيفاً ان الكتاب يتكون من ثمانية فصول وملحق لمصطلحات فقه العمران، والفصل الأول فيه مخصص لفقه العمران الذى ارتبط بإطارين حاكمين له من الناحية الفكرية، الإطار الأول، هو السياسة الشرعية، وهى السياسة التى يتبعها الحاكم فى المجال العمرانى، سواء كانت تتعلق بالأمور السياسية العامة أو بالعمران مباشرة وكلاهما يترك أثره على العمارة، والإطار الثاني، هو فقه العمارة. وتابع ان المقصود بفقه العمارة هو مجموعة القواعد التى ترتبت على حركية العمران نتيجة للاحتكاك بين الأفراد ورغبتهم فى العمارة وما ينتج عن ذلك من تساؤلات، يجيب عنها فقهاء المسلمين، مستنبطين أحكام فقهية من خلال علم أصول الفقه مشيراً الى ان باب الحارة هو إعلان نهاية سلطة الدولة والمجتمع وإعلان سلطة الفرد ولهذا لم يكن الأغنياء يعيشون قديماً فى الشوارع الرئيسية. ولفت الى ان المجمعات المعمارية التى تؤدى وظائف متعددة هى فكرة أسلامية أخذها الغرب بعد ذلك مؤكداً ان فقه المياه هو جزء من فقه العمران ويقوم على توفير المياه واستخداماتها وهو القانون الحاكم لإستخدامات المياه فى الدولة الإسلامية وإعادة تدوير المياه والمخلفات كانت فى الحضارة القديمة. ولفت الى انه فى الحضارة القديمة كان الفرد مسئول والقضاة كانوا يأمروا المهندسين بالمرور فى الشوارع لهدم اى منزل يجدوه مهدداً بالسقوط وبنائه مرة أخرى دون انتظار صدور قرار حفاظاً على المار والجار مضيفاً ان الحس الجمالى فى العمران هو شىء أساسى ومطلوب فى العمارة الإسلامية. وأشار الى ان الأراضى الموقوفة فى الحضارة الإسلامية كانت بمثابة ممول يدر عائد ينفق به على الرعاية الصحية والتعليمية والإجتماعية وذلك حرصاً على ان لا يكون هناك فقير أو مريض لا يجد طعام أو علاج فضلاً عن توفير عائد للمطلقات أو الأرامل مشيراً الى انه لم يرد فى كتب الأقدمين اى شىء عن أرملة شردت بدون اهتمام او رعاية وذلك نتيجة لتوزيع المسئولية الاجتماعية التى كانت داخل المجتمع الإسلامى فباب الحضارة كان دليل على خصوصية الحضارة وكان بمثابة مجلس محلى بالإختيار.