حصلت «الشرق» على معلومات مؤكدة حول دور الخارجية السورية في إطلاق سراح الصحفي البريطاني آلن جونستون العامل في محطة بي بي سي البريطانية في غزة، والذي احتجز من قبل الفصيل الفلسطيني المسمى «جيش الإسلام» منذ ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوماً كما حصلت على أهم التفاصيل عن دور حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضغط لتحرير الرهينة البريطاني. وما يجدر ذكره بداية أن حكومة توني بلير كانت قد أجرت اتصالات مؤكدة مع قيادة حركة حماس، على الرغم من ادعاءات بلير بعدم حصول مثل هذه الاتصالات، وأن وزيرة الخارجية البريطانية آنذاك «بيكت» قد أعطت إذناً رسمياً لإجراء هذه الاتصالات عسى أن تثمر في اطلاق سراح الصحفي البريطاني المحتجز.. لكن كل الجهود المبذولة سواء من حماس أو من غيرها آنذاك لم تفلح في التوصل الى نتيجة ايجابية بسبب اصطدامها بعدم رغبة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة والتي كانت «فتح» تسيطر عليها في الاستجابة لجهود وزير الخارجية البريطانية و«حماس». وفي التفاصيل أن الحكومة البريطانية طلبت مساعدة سورية في الضغط على حماس والفصائل الفلسطينية للإفراج عن الصحفي البريطاني «آلن جونستون» فوعدت وزارة الخارجية السورية ببذل جهود مكثفة وقصوى للإبقاء على الصحفي المحتجز حياً وسالماً من ناحية، ولإفراج عنه من ناحية ثانية. وبالفعل يقول المصدر رفيع المستوى والذي أكد على عدم ذكر اسمه أو التلميح الى موقعه.. باشرت الخارجية السورية اتصالاتها المكثفة والمتواصلة للوصول إلى نتيجة إيجابية تؤكد سلامة الصحفي البريطاني أولاً والإفراج عنه أو تحريره ثانياً. وفي تمام الساعة الثانية عشرة من ليل 3و4/7/ 2007 يوليو الجاري أبلغ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن المفاوضات قد بدأت فعلاً بين ممثلي قيادة الحركة في غزة وبين قيادة الجيش الإسلامي الذي يتواجد عناصره في القطاع دون غيره من المناطق الفلسطينية ثم عاود السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاتصال بوزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤكداً أن حماس ومجموعات من الفصائل المقاومة الفلسطينية تبذل جهوداً كبيرة ومكثفة في حوارها مع السيد «ممتاز دغمش» ممثل فصيل «جيش الاسلام» في المفاوضات.. وأن الطريق غدا ممهداً للتوصل الى إطلاق الصحفي البريطاني. وعلى الفور يؤكد المصدر السوري الرفيع المستوى «للشرق» بادر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الاتصال بالقائم بالأعمال البريطاني في دمشق وأبلغه هذه المعلومات بتفاصيلها. ومن ثم جرى اتصال آخر بين وزير الخارجية السوري والسيد مشعل في وقت لاحق أكد خلاله الأخير أن المحادثات بدأت تؤتي أكلها ومن المتوقع أن يطلق سراح الصحفي جونستون مع بزوغ الفجر. وبالفعل اتصل السيد خالد مشعل في وقت متقدم من صباح يوم الأربعاء 4/7 بالسيد وزير الخارجية المعلم ليبلغه أن المحادثات مع جيش الإسلام قد تكللت بالنجاح وان الصحفي جونستون في طريقه الى مكتب «اسماعيل هنية» رئيس الوزراء الفلسطيني لتناول طعام الفطور هناك وأن قوة من حماس والفصائل الفلسطينية قد استلمت الصحفي البريطاني وانطلقت به الى مكتب هنية... وأكد السيد مشعل «لوزير الخارجية السوري أن مجموعة من علماء المسلمين أفتت لجيش الاسلام بناءً على طلب الفصيل المذكور بوجوب الإفراج عن الصحفي المختطف وبعدم جواز احتجازه لأنه لم يرتكب أي خطأ أو ذنب يستدعي احتجازه وفي ذات اللحظة» يقول المصدر السياسي السوري الرفيع المستوى «للأنباء» اتصل وزير الخارجية السوري بالقائم بالأعمال البريطاني بدمشق ليبلغه نبأ الإفراج عن الصحفي البريطاني آلن جونستون وبتفاصيل ما سمعه من هنية.. وحينها بادر القائم بالأعمال البريطاني الى ايفاد ممثل له من القنصلية البريطانية في غزة لشكر «إسماعيل هنية» على الجهود التي بذلها لاطلاق سراح الصحفي البريطاني. هذا وكانت «الشرق» التقت في وقت لاحق السيد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي أكد أن المفاوضات مع قيادة جيش الاسلام كانت عسيرة وصعبة في السابق بسبب العراقيل التي كانت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تضعها في وجه المفاوضات وعدم استجابتها لأوامر وزير الداخلية في حكومة اسماعيل هنية قبل أن يقال. وأضاف: أما بعد بسط الحكومة الشرعية المنتخبة سلطتها على كامل قطاع غزة وعلى سائر الأجهزة الأمنية فقد نجحت الوساطة وتم الإفراج عن الصحفي البريطاني المختطف.