انتخب الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني وزيرة خارجية إيطاليا لتولي منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. وتعد هذه المرة الثانية على التوالي التي يتم بها انتخاب امرأة لتتربع على عرش رئاسة الدبلوماسية الأوروبية، حيث تم انتخاب فيديريكا موجيرينى لهذا المنصب للسنوات الخمس المقبلة, خلفا للسياسية البريطانية كاثرين آشتون التى تولت هذا المنصب منذ عام 2009 . وتعد فيديريكا موجيرين البالغة من العمر( 41 عاما)، من السياسيين الشباب فى الحزب الحاكم فى ايطاليا الذى يتزعمه رئيس الوزراء "ماتيو رينتسي " الذى يصغرها بعامين , وتتحدث اللغة الانجليزية والفرنسية بطلاقة , و تخرجت فى جامعة سابينزا بروما و استكملت دراستها في إقليم إيكس بفرنسا , و تحمل درجة علمية في العلوم السياسية وكان موضوع رسالتها عن "الإسلام السياسى " انتخاب رؤساء حكومات ووزراء وعقب انتخابها عقدت موجيرين مؤتمر صحفي قالت فيه إنها تأمل في دمج الجيل الجديد من الزعماء الأوروبين الذين تمثلهم مع التقاليد الإيطالية القديمة والقوية للعمل من خلال الحوار والشمولية لاتخاذ قرارات في التوقيت المناسب الذي يمثل تحديا كبيرا. وقبل ستة شهور فقط لم تكن فيديريكا موجيرين معروفة على المستويين المحلى والاقليمى ,وعندما تولت حقيبة وزارة الخارجية الايطالية فى فبراير الماضى , جذبت الانتباه الدولي حيث كانت السيدة الثالثة التي تتولي منصب وزيرة الخارجية في إيطاليا بعد ايما بونينو , وسوزانا انييلي اللتان تتمتعان بخبرة دبلوماسية طويلة . وكان الزعماء الأوروبيون اعتراضوا فى الشهر الماضي علي ترشيحها، ورأت دول البلطيق و بولندا أنها ينقصها الخبرة , وأنها تبنت موقفا لينا مع روسيا وهو ما عكسه التصريح الذى أدلت به عقب مباحثاتها في الكرميلين في 9 يوليو الماضى إذ اعربت عن استعداد إيطاليا لدعم الحوار حول الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي من أجل دعم تنفيذ مشروع خط أنابيب غاز الجنوب , والذى يهدف إلى ضخ الغاز الطبيعى الروسي إلي أوروبا , وبهذا يتجاهل المرور علي دول مثل أوكرانيا حيث يتعرض للعديد من العقبات لأن المفوضية الأوروبية حاولت عرقلة تنفيذ المشروع بسبب موقف روسيا من أوكرانيا . ويتوقع المراقبون أن يترتب على هذا الانتخاب , أن تلعب بعض الدول خاصة المانيا دورا قياديا "بشكل فردي", مما يترجم وجهة نظرهم بشأن ما تتطلبه المرحلة الحالية التى يشوبها توتر وقلق فى العلاقات الروسية الاوروبية من تقلد شخصية لهاسجل من التفاهم وقادر علي مواجهة تحدي روسيا لهذا المنصب . والسلم السياسى للممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبى بدأ بانتخابها في البرلمان للمرة الأولى عام 2008, ثم انضمامها للجنة العلاقات الدولية بالغرفة السفلى للبرلمان الإيطالي, وفي صعودها لسلم الحزب تولت عدة مناصب تتعلق بالسياسية الخارجية حتى وصلت إلى أرفع وظيفة للسياسية الخارجية في إيطاليا. وخبرتها في السياسية الخارجية تتضمن تمثيل بلادها في الجمعيات البرلمانية في الناتو والمجلس الأوروبي وعضوة في صندوق المارشال الألماني, ووصفت علي أنها سياسية وسط اليسار لجيلها ويعتقد أنها ابتعدت عن اليسار الرديكالي نتيجة حملتها كانت ضد العنصرية والفصل العنصري وكراهيتها للأجانب منذ بداية حياتها السياسية في التسعينيات وحتى اليوم.