يثبت محمد مرسى كل يوم أنه فاشل، وأنه فى منصب كبير عليه، ولا يجب أن يستمر فيه، ويثبت أنه ليس صاحب قرار وإنما هو ينفذ ما يملَى عليه من قياداته العليا فى مكتب الإرشاد الذين حملوه كمندوب لهم إلى كرسى الرئاسة. قد يستطيع أن يغطى ضعفه وفشله بخطب الجمعة التى تعوّد أن يلقيها بين أفراد جماعته الذين لا يناقشون.. ولكنهم أهل سمع وطاعة.
هو رجل متردد، وينتظر دائما فى الإعراب عن مواقفه حتى تأتيه التعليمات، وراجعوا ما يقال دائما فى التليفزيون الرسمى عند إلقاء خطاب أو حتى إجراء حوار، إشارة «بعد قليل» التى تتحول على أيديهم إلى ساعات ويمكن إلغاؤها بعد ذلك، ناهيك بالكذب والتضليل واللف والدوران، كما جرى فى شأن الإعلان الدستورى المستبد الذى أصدره فى 21 نوفمبر ثم يجرى تمثيلية الحوار مع حوارييه من بعض من لهم مصالح شخصية ولا يمثلوننا، فيبدل بهذا الإعلان الدستورى الديكتاتورى إعلانا آخر برعاية بعض المستشارين والقانونيين الذين تحولوا إلى ترزية أسوأ من ترزية مبارك ثم يخرجون علينا ويقولون إن القرارات جاءت بعد حوار مع القوى الوطنية رغم أنهم يعلمون أن القوى الوطنية الحقيقية والأصيلة فى الشارع الآن تتظاهر ضد مرسى وقراراته وإعلاناته الدستورية المستبدة (المعدومة) والتى لا يحق له إصدارها، رغم ميليشيات جماعة الإخوان الذين انطلقوا فى الشوارع واستدعتهم الجماعة لمحاصرة المحكمة الدستورية وإرهاب الإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، فضلا عما فعلوه أمام قصر الاتحادية من تعذيب المتظاهرين السلميين تحت إشراف قيادات من الجماعة والقبض على هؤلاء المتظاهرين وتسليمهم للشرطة بعد أن حصلوا هم على اعترافات على طريقة مباحث أمن الدولة ليقدموها إلى مندوبهم محمد مرسى فى الرئاسة ليخرج ويدّعى عليهم أنهم اعترفوا أنهم بلطجية وممولون من فلول ومن شخصيات سياسية تحرض على السلطة وعلى الشرعية، قبل إجراء تحقيقات النيابة معهم، ليظهر كذبه وتضليله، وتفرج النيابة عن هؤلاء الناشطين بعد أن تبين لها وبشكل واضح أنهم كانوا ضحية لاعتداءات ميليشيات الإخوان.
ثم يدّعون بعد ذلك أنهم «ثوار أحرار.. هنكمل المشوار»، وأنهم الثورة.. ولن يسمحوا بسرقتها!
وأصبح الإخوان فجأة هم الثوار، ولم يكن يُعرَف عنهم من قبل الثورة، ولم يُضبَط فيهم أحد ثوريا بل هم شخصيات محافظة دائما وكانوا ينساقون دائما مع كل الأنظمة وأجهزتها الأمنية.. بل إنهم فى أيام الثورة كانوا أول من نسّقوا مع النظام وهو ينهار وهرولوا سريعا إلى الدعوة للحوار مع نائب الرئيس عمر سليمان (كان محمد مرسى ومعه الكتاتنى فى اللقاء).. وتحالفوا مع العسكر ضد الثورة والثوار، وعملوا بكل ما يملكون لإجهاض الثورة ووقفوا ضد الثوار فى «محمد محمود» واتهموهم بالعمالة وبتنفيذ أجندات أجنبية.. وكذلك الأمر أمام مجلس الوزارة.
فمَن سرق الثورة..؟ لقد سرقها الإخوان ومن معهم.
ويؤكد مرسى فشله مرة أخرى بإصداره قرارات «محصّنة» بزيادة أسعار سلع وخدمات فى إطار سياسات الفشل والتبعية، وفى ارتباكه يصدر بيانا خائبا عن الرئاسة بوقف العمل بالقرارات، وقد سبق البيان خروج رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان (الذى بدأ يظهر على استحياء) على التليفزيون الرسمى ليؤكد تعطيل هذه القرارات، وليستمروا فى الكذب على الناس.
فإنهم لم يلغوا قرارات زيادة الأسعار.. وإن أجّلوها.
ولم يصدر قرار رسمى بإلغائها كما صدر قرار رسمى برفعها..
إنه الكذب..
إنه الفشل..
فمحمد مرسى يثبت كل يوم أنه فاشل وليس جديرا بأن يظل على كرسى الرئاسة.