النتشة: اقتحام الحرم الإبراهيمي بداية لإجراءات قمعية ضد الفلسطينيين قبل افتتاح «كنيس الخراب» المجنات الإسرائيليات فى الحرم الإبراهيمى أكد الدكتور يوسف النتشة - رئيس دائرة الآثار والتراث بالحرم الإبراهيمي - أن صورة المجندات الإسرائيليات في الحرم الإبراهيمي التي نشرتها الصحف الإسرائيلية ليست صورة قديمة، وإنما هي صورة حديثة لاجتماع فرقة من الجيش الإسرائيلي تم عقده بعد منتصف الليل. وقال النتشة في تصريحات ل «الدستور»: إن اجتماع المجندات الإسرائيليات ليلة الاثنين الماضي كان هدفه التحضير للإجراءات الأمنية التي ستفرض يوم الجمعة في محيط الحرم الإبراهيمي، بالإضافة إلي ما سيتم من إجراءات أمنية وقمعية ضد الفلسطينيين، خاصة في ظل افتتاح ما يسمي ب «كنيس الخراب». جدير بالذكر أن مجموعة من المجندات الصهيونيات اقتحمن الحرم الإبراهيمي الأسبوع الماضي وعقدن اجتماعا فيه، حيث يجلسن داخله بأحذيتهن - وذلك وفق ما نشرته صحيفة هاآرتس - ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه حكومة الاحتلال عن ضم خليل الرحمن وقبر راحيل في بيت لحم زورا وبهتانا إلي ما يسمي بقائمة الآثار اليهودية، في مشهد سرقة في وضح النهار وتزوير للتاريخ والحقائق. وأشار النتشة إلي أن علم الآثار يغتصب حضارة القدس وثقافتها، كما يغتصب الجيش الإسرائيلي الأرض، مضيفا أن عمليات القرصنة التي ترتكب بحق الآثار الإسلامية أصبحت تشكل قضية ثقافية وفكرية وسياسية تستوجب توحيد الجهود والمتابعة المستمرة من خلال القيام بالمزيد من الحفريات، وإنشاء مدارس تخاطب العقل الغربي الذي يستخف بهذه القضية. وأكد أن الموجودات الأثرية في القدس تدل علي أن الاستيطان البشري للمدينة يعود إلي 1800 عام قبل الميلاد، علي الرغم من أن الإسرائيليين ينزعون إلي القول إن القدس تعود إلي 1200 عام فقط قبل الميلاد، أي انطلاقا من حكم الملك داوود، موضحا أن بلدة سلوان هي نواة المدينة والعرب الكنعانيون هم مؤسسوها. وعن مساحة القدس، أوضح أنها تبلغ كيلومترا مربعا ويحتل المسجد الأقصي سدسها بمساحة 144 دونما، ويعتبر أبرز المعالم الأثرية الموجودة فيها إلي جانب قبة الصخرة التي تقع في حرمه، والتي تعد أيضا معلما فريدا ومتميزا في التخطيط والعمارة. وأكد النتشة أن عمليات الحفر التي تقوم بها القوات الإسرائيلية حول المسجد الأقصي، كشفت عن وجود معالم أثرية إسلامية ترجع للعصر الأيوبي. وقال النتشة، إن المسئولين في إسرائيل، أخفوا أمر اكتشافها حتي لا يطالب المسلمون بالإعلان عن الموقع مكانا أثريا أو مقدسا. وأكد النتشة أن كل الدراسات، تشير إلي أن المكان المكتشف عبارة عن غرفة مصلي يعلوها محراب من الفترة الأيوبية بالقرب من تلة باب المغاربة المحاذية للمسجد الأقصي. وأوضح أن جميع الحفريات الإسرائيلية في القدس وحول المسجد الأقصي لم تصل إلي أي دليل علي وجود الهيكل الذي دمره الرومان عام 70 ميلادية، وقال: إن الثابت تاريخيا أن منطقة المسجد الأقصي، عندما دخل العرب مدينة القدس عام 637 قبل الميلاد، كانت منطقة خراب وركام بدليل أن الخليفة عمر بن الخطاب قام بتنظيفها.