لا يوجد لميدان التحرير دوما نصيب من تغطيات التليفزيون المصرى، خصوصا حينما يكون الميدان خصما لرأس الدولة، ورافضا لإعلانه الدستورى، ويحشد مظاهرات يومية للتنديد بقراراته التى يرونها تخدم جماعته فقط، كان هذا واضحا فى تغطية قنوات التليفزيون المصرى أول من أمس لجمعة «حلم الشهيد»، حيث كان يمر بشكل عابر على صور الميدان الذى احتشد بمليونية مناهضة لنظام الرئيس محمد مرسى، ولم يثبت كاميراته على الميدان، وتعامل مع من فيه على أنهم ربما ليس لهم الحق فى تليفزيون دولتهم، حيث كانت هناك لقاءات سريعة من الميدان، وكذلك يأتى التعليق عليها وتحليلها وفقا للأهواء. لكنه على العكس جاء بكاميراته منذ صباح أمس السبت وثبتها فى أماكن متفرقة بمحيط جامعة القاهرة، وبساحة نقابة المحامين، وقسمت قناة «النيل للأخبار» شاشتها إلى أربعة أجزاء الأول يحتله المذيع الذى يدير المداخلات، وينقل ببراعة وجهة النظر الرسمية، حيث كان يتحدث دوما عن كون المظاهرات المعارضة تعطل الرئيس عن أداء مهامه، وأن وجود هذا الحشد المؤيد يعنى أن مؤيدى الرئيس على الأقل يساوون عدد معارضيه، وأن المواطن على دراية بما جاء فيه، لأن مواده مطروحة على شبكة الإنترنت منذ فترة، حسب كلام المذيع، أما القسم الثانى من الشاشة فكان لمظاهرات جامعة القاهرة، وجاء القسم الثالث للحشد المؤيد لمرسى أيضا أمام نقابة المحامين، هنا كان يجب حفظا لماء الوجه أن يقتسم معهم ميدان التحرير الشاشة، من خلال المربع الأيسر، فيبدو أن مظاهرات «الشرعية والشريعة»، جلبت الحظ لمعتصمى ميدان التحرير الذين كانوا يظهرون ويختفون أول من أمس الجمعة، حيث كان يتم الاستغناء عن البث من هناك سريعا فى أثناء محاورة ضيوف البرامج، أيضا شهدت القناة الأولى والفضائية المصرية لقاءات تتحدث عن قرارات السيد الرئيس الأخيرة، وتفسرها مع محللين سياسيين، وحسب مصادر فى التليفزيون فإنه صدرت تعليمات شفهية بالاكتفاء بالتغطية المباشرة لمظاهرات القوى الإسلامية المؤيدة للدكتور محمد مرسى، وتجاهل ميدان التحرير، على أن يتم هذا فى وقت متأخر من اليوم. ويبدو أن مؤسسة الرئاسة وما يتعلق بها سوف تظل هى المسيطرة على حياة من يعملون فى مبنى التليفزيون المصرى لفترة طويلة، فبعد مرور ثلاثة أيام من حوار الرئيس محمد مرسى على قنوات التليفزيون، الذى أداره المذيعان شهيرة أمين وتامر حنفى، ظهرت بوادر القلق الذى أحاط بالحوار، حيث ذكرت مصادر بماسبيرو أن لقاء تم عقب عرض الحوار بين المذيع تامر حنفى ووزير الإعلام صلاح عبد المقصود، كما أكد المصدر أن الوزير قال لتامر حنفى نصا: «مش معنى إنك تبقى ديمقراطى إنك تبقى قليل الأدب، وطريقتك دى ماينفعش تكلم بيها رئيس الجمهورية»، وأكد نفس المصدر أنه سيتم تحويل مذيع اللقاء إلى التحقيق بسبب طريقة كلامه مع الرئيس خلال أيام، حيث قاطعه أكثر من مرة.
