لم يكن الهدوء الذى صاحب موافقة المجلس الأعلى للجامعات على اللائحة الطلابية الجديدة الخميس الماضى سوى تمهيد لعاصفة الغضب الطلابى التى اجتاحت جامعات القاهرة أمس اعتراضا على تمرير لائحة الأغلبية الإخوانية دون إجراء استفتاء حقيقى حولها فى الجامعات. انضمام أمناء اتحادات طلاب جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان وأسيوط إلى القوى والحركات الطلابية المعترضة على تمرير اللائحة التى ما زالت بانتظار موافقة رئيس الجمهورية عليها أسفر عن دعوة طلاب الجامعات لمسيرة حاشدة يوم الثلاثاء المقبل أمام مقر وزارة التعليم العالى بشارع قصر العينى احتجاجا على ما زعموه من تواطؤ وزير التعليم العالى الإخوانى مع ممثلى طلاب الإخوان فى اتحادات طلاب جامعات مصر لتمرير اللائحة الإخوانية فى غياب ممثلى القوى الطلابية وباقى طلاب الجامعات والاتحادات الجامعية المعارضة تمثيل طلاب الإخوان لطلاب جامعات مصر.
القوى والحركات الطلابية المختلفة التى اجتمعت فى جامعة عين شمس للاتفاق على إجراءات تصعيدية جديدة فى مواجهة لائحة الإخوان أعلنت فى بيان لها أمس رفضها التام لإقرار تلك اللائحة أو أى لائحة أخرى تُقدَّم دون توافق حقيقى بين مُختلف القوى الطلابية ودون استفتاء طلابى حقيقى عليها يكون فيه للطلاب الكلمة الأولى والأخيرة وحق تقرير الرفض أو القبول.
البيان الذى حمل توقيع عدد كبير من الحركات الطلابية في مقدمتها طلاب «6 أبريل» و«أحرار الجامعات المصرية» وشباب أحزاب: الدستور، والعدل، والتيار الشعبى، وشباب حرية وعدالة، أكد رفض ما وصفوه بالكيان الافتراضى الذى سمى نفسه «اتحاد طلاب مصر»، مستنكرين موقف وزير التعليم العالى قبول التعامل مع ممثلى ذلك الاتحاد كأنه ممثلٌ للطلاب، مستطردين بقولهم إن ذلك «يوحى بشبهة التآمر على طلاب مصر، لتحقيق منافع سياسية لفصيل بعينه».
مطالب القوى الطلابية أشارت إلى ضرورة إعطاء اللائحة الطلابية الاهتمام الكافى من حيث الشفافية الكاملة في إجراءات مناقشتها وعرضها على الطلاب أولا بأول لإبداء الرأى، وأن تتضمن المناقشات مشاركة كل القوى الطلابية دون إقصاء أو تمييز ودون هيمنة فصيل بعينه عليها وأن يتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحقيق توعية حقيقية شاملة للطلاب بقضية اللائحة بما يحفظ حقوقهم ويمنع تكرار مهزلة وضع اللوائح داخل الغرف المغلقة وعدم إقرار أى لائحة طلابية مقترحة دون استفتاء طلابى حقيقى ملزم النتيجة.
على الجانب الآخر رفض طلاب الإخوان المسلمين الاتهامات التى وجهتها القوى الطلابية، متعهدين فى بيان لهم أمس بالكشف عن مستندات تثبت مشاركة القوى الطلابية في مناقشات اللائحة.
طلاب الجماعة استعرضوا في بيانهم الدور التاريخى لهم فى الحركة الطلابية قائلين «إنهم شكلوا إلى جانب الكثير من التيارات الوطنية الأخرى النواة التى قامت من أجل إحياء الحركة الطلابية.
وشهدت جامعة الإسكندرية أمس، أزمة اللائحة الطلابية التى أقرها وزير التعليم، التى يرفضها العديد من الحركات الطلابية، وأزمة موظفى الجامعة الذين انتهت المهلة التى منحوها للمسؤولين بتعليق إضرابهم عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية، أسوة بأعضاء هيئة التدريس، وطلاب التعليم المفتوح المحتجين على تعديل مواعيد الدراسة.
فقد دعا العديد من الحركات الطلابية جامعة الإسكندرية، جميع الطلاب إلى تنظيم وقفة احتجاجية ظهر اليوم الإثنين، أمام المبنى الإدارى للجامعة على طريق الكورنيش بمنطقة الشاطبى، لإعلان رفضهم للائحة الطلابية التى أقرها وزير التعليم العالى، وأصدر الطلاب بيان تحت شعار «لا للائحة أمن الدولة 2».