أكدت السفيرة الأمريكية بمصر آن باترسون ، على أهمية تنشيط السياحة بمصر لما تمثله كأحد أهم مصادر الدخل للاقتصاد المصري سواء قبل أحداث ثورة يناير أو بعدها , لافتة إلى التحسن الملحوظ الذى شهده قطاع السياحة مؤخرا بعد ان انخفض عدد السياح الزائرين لمصر . جاء ذلك خلال المؤتمر الذى نظمته جمعية رجال أعمال إسكندرية بالتعاون مع القنصلية الامريكية اليوم الأحد بالاسكندرية وتحت رعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ، بعنوان" مستقبل السياحة بالإسكندرية والساحل الشمالى" خلال هذا الشهر، بحضور بالذكر أنه سوف يشارك فى فعاليات هذا المؤتمر عدد من السادة المسئولين والسفيرة الأمريكية بالقاهرة والقنصل العام الأمريكى بالاسكندرية ، ومجموعة من الخبراء والاستشاريين المتخصصين فى مجال السياحة.
وقالت باترسون أن مصر قادرة علي تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة مع تقديم بعض التضحيات لتحقيق النمو الذي يتطلع إليه المصريين ، مشيرة الى ضرورة تحقيق الاستقرار الأمنى بمصر لكسر مخاوف المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر ، مؤكدة فى الوقت نفسه على ضرورة استمرار التعاون المتبادل بين بلادها ومصر. وأشارت إلى أن الإسكندرية والساحل الشمالي من أهم المناطق التي يمكن إستغلالها لجذب استثمارات سياحية لمصر , مضيفة أن مصر لديها الكثير من الحظ لوجود عدد من الاستثمارات بعد الثورة في العديد من المجالات ومنها السياحة ، إلا أن تلك الاستثمارات لا تزال قليلة وهناك العديد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها فى مصر. وأوضحت أن مصر لديها سوق مفتوح يمكن الإستفادة منه للتطور والنمو في مجال السياحة والسفر ، خاصة وأن قطاع السياحة كان يساهم بقدر كبير في إجمالي الناتج القومي المصري قبل الثورة ، لافتة أن أكثر من 14 مليون مواطن تأثروا بشكل غير مباشر من تدهور السياحة فى الفترة الماضية مما يتطلب دعم كافة الاستثمارات المصرية على الجانبين المحلى والدولى . وأوضحت أن الحكومة الأمريكية تدعم عدد من المؤتمرات لتنمية السياحة المصرية بشكل مستمر ، مضيفى أنه بالرغم من شعور العديد من المستثمرين بالقلق من الاستثمار في مصر الا انها تؤكد دائما أن الشعب المصري يواصل بناء مستقبله فى طريق الديمقراطية. باترسون نوهت بضرورة الاهتمام بالسياحة العلاجية والرياضية بالساحل الشمالى ، مضيفة أن مجال السياحة يحتاج الى تحديد متطلبات تحسين البنية التحتية للمناطق السياحية , وتحديد الهوية الاقتصادية لهتلك المنطقة ,و تحديد كافة اللوائح والتشعريات للتنمية المجتمعية. ولفتت أن السفارة الأمريكية دعت عدد من رجال الأعمال الممثلين ل50 شركة أمريكية للحضور الى مصر ودراسة الحالة الاقتصادية والامنية فى البلاد للوقوف على كيفية الاستثمار بها. فيما كشف اللواء سيد هداية رئيس قطاع النقل البحرى وممثل وزير النقل بالمؤتمر ، عن عدة عروض مقدمة من مختلف البلدان لإنشاء قطار سياحي لدعم السياحة بالساحل الشمالى لتنمية الاقتصاد بمصر . وأشار هداية إلى أهمية تنمية الثقافة السياحة فى المجتمع المصرى ، لأن ثقافة التسويق موجودة بالفعل ، مشيرا أن تطوير السياحة سيساهم فى حل مشكلة البطالة . ولفت إلى أن هناك تعاون وثيق بين وزارتي النقل والسياحة ، لافتا إلى تفعيل البنية الأساسية لجذب السياحة من خلال تطوير الموانئ فى البحر الاحمر ومينا سفاجا بتكلفة 70 مليون جنيه ، وانشاء صالات وصول وسفر بتكلفة 150 مليون جنيه ، فضلا عن انشاء رصيف جديد لأعماق ، وكذا العديد من الجهود المبذولة لتنمية وتطوير السياحة فى مصر. من جانبه قال أحمد الخادم مستشار وزير السياحة اأنه لا يمكن استبدال ما وصفه بصناعة السياحة فى مصر بأى صناعة اخرى ، لافتا لوجود العديد من المقومات السياحية بمصر من مقومات تاريخية و بشرية و طبيعية ، خاصة بمناطق الساحل الشمالى والإسكندرية. وشدد على ضرورة تنمية تلك المقومات واستغلالها فى صناعة السياحة مع عدم وضع قوانين تعوق عمل رجال الأعمال ، مضيفا السياحة بدأت تأخذ أهميتها في منظومة الاقتصاد كمصدر أساسي في تنمية الاقتصاد المصري والدخل القومي وزيادة فرص العمل . وأشار الى ان مصر حققت أعلى معدلاتها للسياحة خلال العام 2012،حيث وصل عدد السائحين فيها إلى 14 مليون سائح ، لتعود معدلات نموها عقب ثورة يناير بنسبة 20% ليصل فى هذه الأيام الى 8.5 مليون سائح متوقعاً ارتفاع النسبة الى 30 % مع نهاية هذا العام الجارى .