هذا هو العهد الذى أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لكل إنسان دخل المسجد ولم يستثنى الرسول أحداً من هذا العهد فقد أطلقها صلوات الله وسلامه عليه واضحة صريحة أن كل من يدخل المسجد فهو آمن برعاية الله وعنايته وآمن لحرمة المسجد نفسه أى أته لا يجوز أن يعتدى أحد على غيره داخله سواء بالقول أو الفعل ، كما أنه لا يجوز التصفيق والتصفير وترديد الشعارات داخل هذا المكان الطاهر نظراً لقداسته وهيبته . لكن وآه من لكن هذه ، فهناك بعض من الناس لا يعنيه كثيراً حرمة المسجد وقداسته طالما ذلك سيقربه من السلطة والسلطان ، فالنظام البائد جعل من النفاق حرفة ومن التلون مهنة فمثل هؤلاء لا يعبئون إلا بتحقيق مصالحهم سواء كبُرت أم صغُرت حتى وإن كانت تلك المصلحة هى إبتسامة الرئيس أو التلويح له ، وإذا خبًرتهم أن ما يفعلونه حرام ولا يجوز تجد مقولة ( ربنا غفور رحيم ) تكاد تعصف بأذنيك .
تحدث تلك المشاهد حينما يذهب الدكتور مرسى للصلاة فى أى مسجد ، فعندما كان الرئيس يصلى صلاة الجمعة بمسجد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها وأرضاها رأينا الكثير من مشاهد التصفيق والتهليل للدكتور مرسى وهو مالايجوز داخل هذا المكان المقدس وحسناً فعل الدكتور مرسى وجزاه الله كل خير حينما لفت إنتباه هؤلاء أن ما يفعلونه لا يجوز داخل المسجد كما أنها رسالة ذكية منه مفادها أنه لم يتأثر بذلك النفاق . وهناك أمور أخرى يجب على الرئيس أيضاً أن ينتبه إليها لأنه سيسأل عنها أمام الله ، على رأس تلك الأمور إغلاق الطرق وتعطيل المرور لأوقات طويلة من أجل مرور موكبه وهو ما يذّكر المواطنين بما كان يفعله المخلوع بهم فى ذهابه وإيابه فهو لم يكن يراع مريض أحوج ما يكون إلى الطبيب أو مسافر يريد اللحاق بطائرته أو طالب فى طريقه إلى إمتحانه أو موظف يلهث للحاق بعمله كل هذا سيُسأل عنه مبارك ، وإذا سلك الدكتور مرسى مسلك مبارك فسيسأله الله عن ذلك فالراعى خادم لرعيته ساهر على راحتهم وتدبير شئونهم ، هذه النصيحة أُسديها للدكتور مرسى لأنه رجل أحسب أنه يخاف الله ويتقيه ولا أزكيه على الله بخلاف المخلوع الذى لم نرى منه ما يجعلنا نحسب أنه كان يخاف من الله أو يتقيه . يا دكتور مرسى ضع نفسك دائماً مكان المواطن البسيط الذى قد يكون مريضاً أو مسافراً أو ساعياً على رزقه أو أنه يسعى لأمر من شئونه ، ولا تنسى أنك عانيت مما يعانى منه رعاياك الآن ، فلا تدع بريق الحكم وزهوة السلطان تنسيك أبنائك ، فأنت الذى أعلنت تأسيك بالأمام العظيم عمر بن الخطاب فأنظر يا سيدى أين أنت من عمر الآن ودعنى أذكرك بما قاله ذلك الإمام العظيم بعدما تولى الحكم لقد قال :- - ياليت أم عمر لم تلد عمراً . - ياليتنى كنت دماً من فَرج أمى . - كان يقول وهو يبكى على المنبر ( اللهم لا تعذب أمة محمد بسبب ذنوبى ، يارب لا تهلك أمة محمد بعهدى ويبكى ويقول لبطنه قرقر أو لاتقرقر والله لا تشبع حتى تشبع أطفال المسلمين . - وقال رضوان الله عليه ( ياليتنى نجوت كفافاً لا لى ولا على ) هذا هو ما كان يقوله أعدل من حكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . وهذا هو قول أحد العشرة المبشرين بالجنة . وهذا هو قول من غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهو قد شهد غزوة بدر وقد قال رسول الله أن الله قد غفر لمن شهد بدراً ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وهذا قول من تزوج رسول الله إبنته . ومع كل هذا كان يرتعد فرقاً خشية من الله . لقد منع حراسك يا دكتور مرسى العديد من المصليين من دخول المسجد للصلاة !!! وهو ما سيسألك عنه الله . ألم تكن أنت القائل إنى لا أخشى إلا الله وإننى فى حمايته وحمايتكم وفتحت صدرك أمام الجميع معلناً إيمانك بما تقول فلما إذن كل تلك الحراسات المدججة بكل هذا العتاد ، نعم إن أمنك وسلامتك هو واجب وفرد على كل فرد من رعيتك قبل حُراسك لكن أن تعود إلى أذهاننا مشاهد مبارك مرة أخرى فهذا أمر مؤلم لشعبك . فهل قامت الثورة من أجل تغيير الوجوه فقط أم قامت من أجل تحرير المصريين من كل معاناتهم ؟ يا دكتور مرسى يجب عليك تخفيف معاناة شعبك لا أن تزيدها كما يجب عليك تقليل تلك الحراسات الكثيفة التى تحمّل ميزانية الدولة الكثير والكثير .... يا سيادة الرئيس من دخل المسجد فهو آمن ......... (للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب)