إلقاء زجاجات مولوتوف على محكمة القطيف.. والمملكة: نرفض "تدخل" روسيا في شؤوننا جدل بين الرياض وموسكو حول حقوق الشيعة في شرق السعودية
"فوبيا الشيعة" وربما أيضا "فوبيا الربيع العربي".... خوفان مرضيان قد يكونان صالحين لتفسير ذلك القلق السعودي من إيران في الخارج وشيعتهم المهمشين في الداخل؛ إلى جانب الغالبية الشيعية في البحرين، فكلما شعرت المملكة بأنها مهددة بفعل الربيع العربي، أحكمت خناقها في الداخل وتحديدا في القطيف.
تلك المدينة الغاضبة في المنطقة الشرقية بالسعودية التي تنتج 800 ألف برميل من بترول المملكة يوميا، ربما تمثل شرارة ثورة الشارع ضدّ النظام السعودي؛ فحالة التوتر التي تشهدها المدينة التي تقطنها أغلبية شيعية مستمرة منذ سقوط 10 قتلى في أكتوبر العام الماضي، كان آخرهم مساء الجمعة عندما أعلن مسؤول أمني سعودي رفيع المستوى مقتل شاب لدى هجوم مسلحين على مركز للشرطة بالعوامية في محافظة القطيف.
أول من أمس، ذكر ناشطون حقوقيون وشهود عيان أن مجهولين ألقوا زجاجات مولوتوف على مقر مجمع المحاكم العامة بالمدينة في وقت متأخر؛ ما أسفر عن أضرار مادية، بعدما سقطت وسط الباحة الخارجية للمحكمة، فيما انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي لقطات تظهر النيران في المكان، وهو ما علق عليه مصدر في الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية بقوله إن "الحريق نشب في المظلات التي تستخدم لمواقف سيارات القضاة في المحكمة".
وفي سياق متصل، تدور حرب انتقادات بين الجانبين السعودي والروسي ربما تعكس التوتر بشأن الوضع في سوريا؛ فروسيا تقاوم تطبيق عقوبات يدعمها الغرب والعرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد؛ بينما أبدت السعودية "استهجانها" و"استغرابها" الشديدين إزاء تصريح مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان عن الرياض كونستانتين دولجوف، حول الوضع في شرق البلاد والموقف من الشيعة السعوديين؛ بوصفها "عدائية"، وتدخلاً "سافراً" وغير مبرر في شؤونها الداخلية.
وكان دولجوف قد قال إن "الشعب في المنطقة الشرقية بالسعودية كان يحتج ضد التدهور الحالي وفقا لرأيهم في حقوق المجتمع الشيعي من جانب سلطات المملكة".
وزارة الخارجية السعودية ردت في بيان، نقلته وكالة الأنباء السعودية، بالقول إنها "تود أن تذكر المسؤول الروسي بأن المملكة كانت ولا تزال حريصة على احترام قواعد الشرعية وسيادة الدول واستقلالها، ونأت بنفسها عن التدخل في شؤونها الداخلية، بما في ذلك حرصها على عدم التدخل في شؤون روسيا وسياساتها في التعامل مع الاضطرابات داخل حدودها، والتي أودت بأرواح العديد من الضحايا".
وعبر البيان عن الأمل في "ألا يكون صدور مثل هذا التصريح الغريب يهدف إلى صرف النظر عن المجازر الوحشية والشنيعة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، وبدعم ومساندة أطراف معروفة تعرقل أي جهد مخلص لحقن دماء السوريين".