انجلوساكسونى ذو وجنات بارزة وفك سفلى عريض وأسنان متراصة كمرشالات المارينز فى وضع الإنتباه ،بدت ملامحه أمريكية حتى النخاع لم يطمسها سوى نظارة النظر ذات الإطار البرادعوى ، هكذا بدا "وودرو ويلسون" الرئيس الفائز فى إنتخابات الولاياتالمتحدة عام 1912 أى منذ مائة عام بالتمام.
أوصدت أبواب الجناح الشرقى بالبيت الأبيض فى تمام الساعة الواحدة ظهرا ، اجتمع ويلسون مع جورج بوشانين سفير المملكة المتحدة فى روسيا انذاك فصاح الأخير " لينين ذلك الأصلع عريض القفا ، من الواضح أن البارومة لم تأكل شعر لينين فقط بل امتدت واخترقت جمجمته وأصابت أمه الحنون !" (متفهمش غلط "الأم الحنون" هى مصطلح بيولوجى يرمز إلى إحدى الطبقات الواقية لقشرة المخ).
فى روسيا لم يول الله الأصلح بل الأصلع"فلاديمير لينين" الذى كان مولعا بالماركسية وهى " سياسة المساواة بين الطبقات وكسر الإحتكار الفردى لتكون الملكية للحكومة باسم الشعب ( الماركسية يعنى لو أبوك خبير هندسة وراثية يبقى بيقبض فلوس زيه زى بياع الكوبيبة اللى فى شارع نوال) وذلك بعد أن قام لينين بقيادة الجيش الأحمر ب"إسقاط اللجنة الدستورية" التى تزعمها القياصرة الروس لتنتهى الحقبة الرأسمالية فى روسيا فيما عرف ب"ثورة البلاشفة" .
اعترض المعسكر الغربى بقيادة الأمريكان والأنجليز على "إبطال الروس للدستور" (ركز فى الحتة دى) وكتب ويلسون على موقع الهاى فايف (مكانش فيه تويتر ساعتها ) "الان قامت الحرب الباردة لأن الروس لا يحترمون الدستور" وفى قرارة نفسه كان يخشى ويلسون على مصالح الغربيين وسياستهم الرأسمالية وهى " سياسة الملكية الخاصة لعناصر الإنتاج والتى أدت إلى سوء توزيع الثروة ونمو الإحتكار (الرأسمالية يعنى راجل البيت اللى هو الشعب بعد ما يشقى ويتعب تروح مراته واخدة المرتب كله وجايبة بيه تايير منقط وأكلادور مع أن الراجل هو اللى شقيان!).
بعد عدة أشهر أوصدت أبواب الجناح الشرقى بالبيت الأبيض فى تمام الساعة الواحدة ظهرا ، اجتمع ويلسون مع سميدلى باتلر أبرز جنرالات البحرية الأمريكية وكان السبب هو رفض سكان دولة هاييتى الإقرار بدستور أقره الغزاة الأمريكان يخول لهم شراء الأراضى الهاييتية (أول ما تيجى كلمة دستور ركز وسيبك من اللى فى ايدك) ،قامت قوات المارينز بإبطال اللجنة الدستورية القومية فى هاييتى ليبطل الأمريكان الدستور كما أبطله الروس !
ركض الجندى الأمريكى نحو أعدائه فى الإتحاد السوفيتى وكوبا وكولومبيا وهاييتى والسلفادور ونيكاراجوا والعراق وأفغانستان وغيرها وضرب الزناد فاحترق البارود داخل الكبسولة لتولد الحرارة ضغطا هائلا فينطلق ذلك المظروف المعدنى المسمى ب"الرصاصة" داخل صدور أعدائه باسم "حماية الدستور والقانون".
مرت مائة عام على قيام الحرب الباردة ونمطية الحكومات والنظم على إختلاف أيدولوجياتها تدعو للدهشة والسنتحة ، نمطية فى التفكير ، صور راسخة ومتأصلة فى أذهان الأنظمة القمعية تستخدمها للتحكم فى شعوبها ، كاتالوجات غير قابلة للنقد مسلم بفحواها ، فالمتاحف قد تبدو جديدة ولكن التماثيل قديمة ورثة ، القوارير عصرية والخمر قديم معتق.
حماية الدستور ، مرت مائة عام على تولى وويدرو ويسلون ذلك الرجل الذى لم يلتفت أنه أبطل دستورا كما أبطله البلاشفة ليأتى القضاة الذين لم يلتفتوا أنهم أبطلوا الدستور عندما أفرجوا عن المتهمين بالعمالة وشاءت الأقدار أنهم أمريكان وعندما أتى رئيس منتخب وأصدر قرارا اتفقنا أو اختلفنا على صحته ركضوا ليختبئوا خلف صخرة الدستور.
معضلة ضيقة المخارج لا يهتدى للخروج منها هى أن مصر مش عبارة عن بلد فيها شوية فساد خابيبى ، مصر عبارة عن فساد فيه شوية بلد . ملحوظة : أقترح أن يتم تغيير تعريف الدستور فى كتب القانون بكليات حقوق من "القانون الأعلى الذى يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة إلى " سبوبة المجلس العسكرى".