قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن المجلس العسكري الحاكم في مصر، زاد من قبضته على السلطة بإصداره إعلانا دستوريا يوسع نطاق سلطته على السياسيين المدنيين، وعلى عملية صياغة الدستور الجديد المتوقع أن تتم خلال الأشهر القليلة القادمة، مضيفة أن هذا الإعلان يزيد أيضا من سيطرة العسكر على السلطة التشريعية، وعلى الرئيس الجديد الذي سيكون خاضعا للقيادة العسكرية بشكل كبير. «وول ستريت جورنال» تابعت أن الإعلان الدستوري والأحكام التى صدرت أول هذا الأسبوع، أثارت الشكوك حول مدى وفاء العسكر بوعده بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب. مضيفة أن هذه القرارات تظهر وكأنها «هجوم مستتر» على القوى السياسية الإسلامية. وقالت إن إعلان العسكر الدستوري خلق موجات غضب ولاقي استجابة لاذعة من الطبقة السياسية، وزاد من حجم الصدمة التي شعر بها النشطاء المصريون وأنصار الإخوان الأسبوع الماضي بعد حل البرلمان. متابعة أنه على ما يبدو أن المجلس العسكرى يضع نفسه في مواجهة مع السياسيين المدنيين الذين دعاهم ذات مرة للمشاركة في مرحلة مصر الانتقالية الفوضوية إلى حكم ديمقراطي. الصحيفة نقلت عن محمود غزلان، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، تعليقه على الإعلان الدستوري الذي قال فيه: «أسوأ مما كنا نتوقع، هذا الإعلان يعتبر انتهاكا لكل المبادئ الدستورية والوطنية». كما نقلت عن عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسى الخاسر، أن الإعلان الدستورى «انقلاب عسكرى كامل». وتابعت «وول ستريت جورنال»: إن هذه القرارات تجرد «الإخوان» تقريبا من كل ما حققته حتى الآن. ومن ذلك حق صياغة الدستور الجديد، حيث يمنح الإعلان الدستورى المجلس العسكرى «حقا حصريا» فى اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية، ويمنح أيضا المحكمة الدستورية العليا «حق الفيتو» فى ما يتعلق بالقضايا المتنازع عليها فى أثناء عملية صياغة الدستور. كما أضافت أن هذا الإعلان يفرض قيودا صارمة على سلطات الرئيس المقبل، كحق إعلان الحرب أو سلطته على ميزانية الدولة. وعن أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، نقلت «وول ستريت جورنال»: «الإعلان الدستورى يعنىيأنه أيا كان الرئيس المقبل، فهو رئيس بلا قيمة أو هدف». وعن باسل عادل، أحد أعضاء الحزب، نقلت أيضا: «ينبغى أن تلقى اللائمة كلها على الأغلبية فى البرلمان التى منحت المجلس العسكرى الفرصة لإصدار هذا الإعلان الدستوري الذي لم يقوموا هم بإعلانه من قبل». مضيفا: «تصرفات الإخوان هي التي جعلت هذا ممكنا».